السبت، 23 مارس 2019

لغتنا الجميلة // بقلم الشاعر السامق // خالد عبد القادر خبازة

لغتنا الجميلة
نافذة على الشعراء العرب
في جعبتنا اليوم شاعران
أحدهما شاعر و الأخر واحدة من شواعر العرب
و لما كان ما كتب  عن شواعر العرب في كتب التراث ضحل و المعلومات عنهن قليلة .. فضلا عن ضآلة أشعارهن من حيث الكم .. و ربما كان ذلك لضياع قسم كبير من الشعر العربي القديم .. فلم يصلنا الا القليل منه .. لذا سأتحدث هنا عن شاعرة منهن .. و عن شاعر من شعراء العرب
الشاعر الأول
أبو النشناش النهشلي
أبو النشناش النهشلي من بني تميم . شاعر من لصوص العرب ، كان يعترض قوافل بين الحجاز و الشام .
 كان في عصر مروان بن الحكم لا يعرف اسمه ، و كان في احدى غاراته على القوافل في الطريق بين الحجاز و الشام ، ظفر به عمال مروان بن الحكم ، فحبسه و قيده ، ثم أمكنه الهرب .
 له شعر في أشعار اللصوص و أخبارهم .
يقول من الطويل و القافية من المتواتر :
كأن لم ترَي قبلي أسيرا مكبلا ... و لا رجلا يرمي به الرّجَوانِ
كأني جوادٌ ضمّه القيد بعدما  ... جرى سابقا في حلبة و رهان
يقال ان أبا النشناش عندما فر من حبسه ، مرّ بغرابٍ على بانة ينتف ريشه و ينعب ، فجزع من ذلك ، ثم مر على حي من لهب ، فسألهم عن معنى ذلك فقال له رجل : ان صدقت الطير ، ستعود الى سجنك و قيدك و يطول ذلك بك ، و تصلب و تقتل . فقال له : بفيك الحجر ، قال : لابل بفيك . و أنشأ يقول من الطويل و القافية من المتدارك :
اذا المرء لم يسرح سواما و لم يرح .. سواما و لم يبسط له الوجهَ صاحبُهْ
 فللموت خير للفتى من قعوده ... فقيراو من مولى تدب عقاربُــهْ
و لم أر مثل الفقر ضاجعه الفتى ... و لا كسواد الليل أخفق طالبُـــهْ
 فعش معذرا أو مت كريما فانني ... أرى الموت لا ينجو من الموت هاربُهْ
و لو كان شيء ناجيا من منية ... لكان أثير يوم جاءت كتائبه
 و سائلة أين ارتحالي و سائل ... و من يسأل الصعلوك أين مذاهبه
مذاهبه أن الفجاج عريضة ... اذا ضن غنه بالنوال أقاربه
 و داوية دهماء يُخشى بها الردى ... سرت بأبي النشناش فيها ركائبه
ليدرك ثأرا أو ليدرك مغنما ... جزيلا و هذا الدهر جم عجائبه
 و دع عنك مولى السوء والدهرَ انه ... ستكفيكه أيامه و تجاربه
وتلقى عدوا من سواك ترده ... اليك فتلقاه و قد لان جانبه
.........
الشاعر الثاني
الشاعرة ليلى بنت طريف
هي ليلى بنت طريف الشيبانية .. شاعرة عاشت في أيام الدولة العباسية
لا يعرف تاريخ ولادتها و لا تاريخ وفاتها
لها شعر في رثاء أخيها  الوليد بن طريف ..
كان الوليد بن طريف الشيباني , رأس الخوارج ، و أشدهم بأسا و صولة و أشجعهم ، فكان من بالشماسية ، لا يأمن طروقه اياه ، خرج أيام الرشيد ، و اشتدت شوكته و طالت أيامه . فوجه اليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني ، فجعل يخاتله و يماكره ، حتى ظفر به ، و قتله سنة 179 هجرية .
فقالت أخته ليلى بنت طريف، و يقال لها " الفارعة " ترثيه :
بتلّ بناثا رســـــــم قبر كأنـــــه ...
 على علم فوق الجبال منيـــــفِ (*)
تضمن جودا حاتميا و نـــــائلا ...
و سورة مقدام و قلب حصيف  ِ
فان كان أرداه يزيد بن مزيــــد ...
فيا رب خيل فضها و صفوف
ألا يا لقوم للنوائـــــب و الردى ...
 و دهر ملحٍّ بالكــــــــرام عنيف
و للبدر من بين الكواكب اذ هوى ...
و للشمس همت بعــــــده بكسوف
أيا شجر الخابـــور ما لك مورقا ...
 كأنك لم تجــزع على ابن طريف
فتى لا يحب الزاد الا مــــن التقى ...
 ولا المال الا من قنـــــا و سيوف
فلا تجزعا يا ابنا طريف فانني ...
 أرى الموت نزّالا بـــكل شريف
فقدناك فقــــــــدان الربيع و ليتنا ...
فدينــــــــــاك من دهماتنا بألوف
 ......
(*) – تل بناثا : اسم موضع أو مكان
خالد ع . خبازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...