الأحد، 31 مارس 2019

إني بحلقكَ شوكةٌ // بقلم الشاعر السامق // حسين جبارة

إني بحلقكَ شوكةٌ
 -----------------
تَستعمرُ الكونَ الرّحيبَ تسلّطاً
تحتلُّ بيتيَ تستغلُّ مصادري
تَرَفاً تعيشُ على حسابِ مُجرّحٍ
فقدَ القرارَ لقادرٍ مُستعبِدِ
تُجْري البحوثَ لكي تُحَسّنَ عُدّةً
ولكيْ تُصادرَ لقمةً
مُتحضّراً ومُبشّراً حَمَلَ الحضارةَ قيمةً
حَملَ المحبّةَ خطبةً
تحكي بلطفٍ في سلوكِ مُعربِدِ
حريّةً تُعطي لشعبكَ شامخاً
وجهنّماً تُذكي بقصفكَ غافلاً
يا منطقاً تشدو تناصرُ غزوةً
أنتَ المُحرّمُ والمُحلِّلُ في إدارةِ حانةٍ أو معبدِ
أنتَ المٌقيمُ إمارةً محميّةً
ولها المُنَصّبُ قيصراً في عُهدةٍ
ثمَّ المُطيحُ بحاكمٍ لا ترتضي
يا ناعتاً للمُستقلِّ بمُعْتدِ
تغتالُ أحلامَ الشعوبِ بطلقةٍ
تُردي الرضيعَ بطلعةٍ
كم تنهبُ الخيراتِ شرعَ مُخطِّطٍ
بالشّحِ تُطعمُ طفلةَ المُتَشرّدِ
هذا تزجُّ لمَحْبِسٍ
وتُزيلُ ذاكَ بغيلةٍ
تأتي تُحاكمُ عاصياً أو طائعاً
بالسيفِ تضربُ مُفرداً وجماعةً
جمعاً تعاقبُ صارماً
يا مُعدماً يا قاضياً بمُؤبّدِ
هذي يدي تشتاقُ رزقَ كرامةٍ
لا أملكُ الرشّاشَ يبغي حاقداً
أدعو الهزبرَ الى حوارِ حمائمٍ
أنا لستُ وحشاً في غياهبِ مُلحدِ
أوَلستَ تمتلكُ الخزائنَ كلَّها
أرضاً وبحراً زاخراً
ذهباً وماساً
ناطحاتٍ للسحابِ وكوكباً
جَشِعاً تجولُ وصادياً للعسجدِ
ماذا تركتَ لجائعٍ مُتضوّرٍ
ولنازحٍ في كهفهِ مُستسلِماً
باتَ الغريبَ مٌطارَداً
منفيَّ دارٍ في هويّةِ مُبعدِ
ماذا تقولُ مُحاضِراً ومُنظّراً
ورجالَ فِكْرٍ نيِّرٍ
تدعو لِحِلمٍ باجتيازِ عوائقٍ ومخاطرٍ
تدعو المُخاطبَ للخضوعِ مُسالماً
أو للردى يقضي بلدغِ مُهنّدِ
لم تُبقِ لي غيرَ المهانةِ والعراءِ وطعمَ فقرٍ مُدقعٍ
وبعُزلةً أحيا أعاني مُرَّ موتٍ مُحْدِقٍ
بالبومِ ينعبُ في ظلامِ المشهدِ
إنّي بحلقكَ شوكةٌ مهما تُحَلّقْ ضارياً
في البيتِ أصمدُ ثابتاً
لا أنثني لا أنحني لِمُفرّقٍ مستفرِدِ
أبني أُعَمِّرُ مُخلصاً
وطناً أُحبُّ وأفتدي
أفدي بقلبٍ عاشقٍ ، بالأغنياتِ و باليدِ
حسين جبارة شباط 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...