نجوى قلب
قصيدة
شعر – الدكتور محمد القصاص
الاثنين 5 تشرين ثاني 2018
أُقاوِمُ فِيكِ الحُبَّ وَهْـــوَ غَريـــــــــرُ *** ويُجْدِبُ مِنْكِ الرَّوضُ وهـوَ مَطِيــــرُ
أسائِلُ عَنكِ الوَجْـدَ وهو مُـــــــؤَرَّقٌ *** فكيفَ يُجبني والفؤادُ كسيــــــــــــرُ؟
وتُمطرُ في الصَّحراءِ عذباً وسُحبُها *** غدَتْ تَتَخَـطَّى الرَّوضَ ثمَّ تَسيـــــرُ؟
تُعَاقرُ عَذبَ الماءِ حيثُ تنالَــــــــــهُ *** وتَحبسُ عنِّي الغيثَ وَهوَ وَفِيـــــــــرُ
أقاتلتي جودي عليَّ بقطْــــــــــــرةٍ *** فمثلكِ في أسْــرِ القلوبِ خبـيــــــــــرُ
ومِثْلُـكِ علامٌ بما فعـــلَ الهَــــــوى *** ومِثْلُكِ في كسر القلوبِ بَصيــــــــــرُ
تعذبني في العِشقِ والحقُ أنَّـنـــــي *** جَهولٌ بأدواءِ النِّساءِ غَريـــــــــــــــرُ
نعمْ ..إنني في خَلوتي وتَعَاسَتــــي *** أُعَانِـــدُ أقْـداري وهُـنَّ .. مَصـــــــيرُ
أُعَانِـدُ فيكِ النَّفْسَ وهيَ أبيـــــــــةٌ *** تُراودني بالشَّوْقِ وَهُـوَ عسـيــــــــــرُ
فلو ترى قلبي حين يَعْصِفُ بالهوى *** ويُحرقُ صَدري جمرُهُ وَهَجِيـــــــــرُ
إذا جاءَتْ النَّسْمَاتُ هبتْ بَرَوْحِـهـا *** تَداعى لها في الخافقينِ عَبيــــــــــــرُ
أناشدُ مِنكِ الرُّوحَ وهي عزيـــــزةٌ *** وأخطبُ منكِ الوُدَّ وهوَ أسِيــــــــــــرُ
أقاومُ بؤسي مذ وقعتُ بِحُبِّهـــــــــا *** وغيري يبيتُ اللَّيلَ وهـوَ قريـــــــــرُ
أعلل نفسي والهمومُ كثيــــــــــــرةٌ *** وأمسحُ جرحي والنَّزيفُ غزيــــــــرُ
وتمنعُ عَنِّي الوَصْلُ وهوُ مُيَسَّــــــرٌ *** لغيري .. تَمدُّ الطَّرْفَ وهوَ حَسِيــــِرُ
ونفسي ضناها الوَجْدُ والحبُّ والأسَى *** فَيغشاها من ألم الفراق زَفِيـــــــــــــرُ
وفي الصَّدرِ أحزانٌ تَغيبُ وتَرعوي *** وفي القلبِ آلامُ الهوى وسَعِيــــــــــرُ
سأَرْقُبُ منكِ الودَّ وهو مُعَــــــــذِّبٌ *** ولكنَّ فعلَ العابثينَ يَسِيــــــــــــــــــرُ
فَكُنْتِ على جَفْوٍ تريني مـهادنـــــــا *** مع اني على ظُلمِ الحَبيب قـدِيــــــــرُ
فكم من مُحبٍّ في العذابِ مُخَلَّــــــدٌ *** وكم من وفيٍّ بالعذابِ جَديـــــــــــــرُ
فما حبنا إلا كحلمٍ قتلتِــــــــــــــــــهِ *** فجفَّت به أحواضُنا وغديـــــــــــــــرُ
فإن تُخلصي في الحُبِّ حينا فـإنَّـــهُ *** يكون كنقشٍ باهتٍ وَسُطــــــــــــــورُ
تعالِي إليَّ كي تواسي مِنْ الأسَـــى *** تعالِي أنظرينـي .. فالفـؤادُ كَسِيــــــرُ
فقد تَحْسَبِيني بالعذاب مكابــــــــراً *** فنارُ الجوى بين الضُّلوعِ تَمُـــــــــورُ
صَبَرتُ ولكنْ لم يفدني تَصَبُّـــري *** ورحْتُ وهمِّي بالضُّلوعِ كَبيـــــــــــرُ
ألا فارحمي قلباً تفطَّرَ بالأسَــــــىً *** وفي فَلَكِ العُشَّاق راحَ يَــــــــــــــدورُ
فـقَدْ فارقتْ عَينَـيَّ وهيَ كئيبـــــــــةٌ *** وغَابَتْ وَقلبي قد لظاهُ سَعيــــــــــــرُ
فإن تعذليني لا تخافي مَلامَـــــــــــةً *** فإني على ما تفعلينَ صَبُـــــــــــــورُ
رَسَائِلُ عِشقٍ لِـْلْبُغَــاثِ تَبُثُّهَـــــــــــا *** فيَهْنَــــأَ فيها خَاسِئٌ وحَقـيــــــــــــــرُ
تُجاملُ فيها الخاسئيــن لأنهـــــــــــمْ *** أَرَاذِلُ قَوْمٍ كاذبٌ وغَــــــــــــــــرورُ
وعندي الهَوى أن لا ينــالَ مَوَدَّتِــي *** خَؤونٌ فهل في الخائنين جديـــــــــرُ
ولا ألتَمِسْ للنَّفْسِ ودَّاً يُــذِلُّهَـــــــــــا *** ولنْ أنتقي خِلاًّ غَشَاهُ ثبـــــــــــــــورُ
سأبقى على السِّرِّ العَظيمِ مُحَافِظَــــاً *** وَيَرْفُضُ مثلي أن يُهان عَشيــــــــــرُ
وإن غبتِ عني في الضُّلُوعِ مُقيمَــةٌ *** لها في فؤادي بهجةٌ وحُضُــــــــــورُ
فإن كنتِ في صَخبِ الغَرامِ أسِيــرَةً *** فقومي لعيشٍ .. فالزمانُ قصيـــــــرُ
تناسي حبيبا كان يوما بحبــــــــــــهِ *** وفيا فأضناه الحبيبُ ثُبُــــــــــــــــورُ
الدكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق