السبت، 17 نوفمبر 2018

المحاوره بقلم //خوله الزبيدي


المحاوره

يحاورني وعيناهُ في قعرِ فنجانه
قالَ وأعادَ
ومن ثمَّ
تنفسَ وتاه
بين حشرجةِ الريحِ
واغماضة الجفون
ثارتْ أصابعي من كثرةِ التفكيرِ
لعلَّ تاه بينَ الحنايا 
والوعود
يا خيبةَ الزمنِ الموعود
عثرتُ على ياقوتةِ  
الجنِ مِنَ الزمنِ 
المقهور
في قعرِ بحرِ التخيلات
والعهود 
قلَّبْتُها
حاورْتُها
فلا منفذَ لعينيهِ 
في قعرِ فنجانه 
ولا حتى العبارات الجياشة 
ولا الأمل الذي مات 
من زمن التلمود
حائرةٌ انا 
بلْ لستُ غاضبةً 
تهتُ بينَ درابينِ الهمسِ
والنقاطِ الباهتةِ
والنجومِ الافله
وحتى رعايا القمقم 
النائمُ في احضانِ
الأميرةِ اليائسة
ابحثُ عن ظفيرةَ طفولتي
في احضانِ جدتي
فعجزتُ عن البحثِ
والجواب
واحتضنتُ شجرةَ التوتِ
في دارِ والدي
فنظرتْ بائسةً
وقالتْ لقدْ فاتَ الأوانُ
وضاعَ الرمزُ 
في براعم النسيان
وارتمتْ في احضانِ الزمان
اتوسلُ اينَ الحنان؟
حرامٌ أن نَهُزُ الدهر 
نبحثُ عن رمزاً
لصورةٍ في قعرِ فنجان
فَهامَ في الضبابِ
لا شكوى محزنةٍ
ولا نزيفٌ يبكيني
فأحترقَ العمرُ
بعدَ أن رحلتَ بدونِ
وداع
نسجتُ مِنْ قصصِ الأوهامِ
ترنيمةً للعشاقِ
تذوبُ في الاعماقِ
كرعشةٍ في السماءِ
عندَ البريقِ
عندَ موعدٍ أنساهُ متعمدةً
لِجُبْنس مِنْ مواجهةِ 
احزاني
أو هروباً من اختيارٍ 
حسبتهُ ربيعاً
لكنهُ ذابَ معَ الصقيعِ
عِندَ أولِ طوفانٍ
ولقد تَوَّهْمتُ أنَّ فنجانَ قهوتِكَ
يرقصُ فيه حُبكَ
بِكُلِّ أمان
فيا وهمُ العاشقِ
ويا لوعةُ الفنجان

الدكتوره خوله الزبيدي
مونتريال / كندا
نوفمبر ١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...