مقال
في أصول الحوار
16
كنت قد حدثتكم في منشوري السابق عن بعض أصحاب التوجهات السلبية ممن ينشر عبر هذا الفضاء الأزرق [الفيس] و هو يحمل - بشكل أو بآخر - أفكارا مدمرة تهدم ما تبقى من قيم إيجابية في مجتمعاتنا ذات الطابع الوديع [ أقول - وديع - أي بخلاف التهمة التي تم إلصاقها بمجتمعاتنا زورا و بهتانا بأنها مجتمعات إرهابية بسبب إسلامها !!! ]
و في منشوري هذا أحدثكم بعون الله تعالى عن كثير من المواقف و الرؤى و المنشورات الإيجابية عبر هذا الفضاء الأزرق.
و لكن قبل أن أباشر حديثي في ذلك أود التنويه إلى أمر مهم ربما لم ينتبه إليه الكثير من الناس، و هو أن المواقف من المنشورات تتراوح في حد ذاتها ما بين سلب و إيجاب و ذلك تبعا لقارئها و المطلع عليها
فمن أبدى رأيه في مسألة ما - و كان رأيه صحيحا و سليما تماما - غير أن رأيه هذا كان قد خالف فيه رأي الشارع السياسي - أي خالف فيه الرأي العام الذي تم تشكيله عبر وسائل الإعلام الفاجرة لغاية مقصودة -
فإن الناس - إزاء الرأي الذي أبداه صاحب الرأي - هم على واحد من اثنين: إما مؤيد له أو معارض - و ذلك تبعا للأفكار و الرؤى التي استحوذت على الناس و هيمنت على عقولهم و أنماط تفكيرهم -
و هذا يعني أن الإيجابية و السلبية في النظر إلى الأمور تكون نسبية تجدها تتراوح و تتفاوت من شخص لآخر
و لعل مشكلة أخرى تتباين من خلالها أراء الناس حول مسألة من المسائل؛ و هي أن بعض المجتهدين في المسائل الفكرية تجدهم يطرحون أفكارا سوية ضمن نطاق زماني أو مكاني غير سوي و غير صالح لطرح تلك الرؤى! و هذا ما يؤدي إلى التشكيك بصحة الفكرة المطروحة و تبدأ عندها الألسن غير النزيهة في الطعن بالفكرة و صاحبها ! و هذا ما يجعل الناس في نظرتهم إلى تلك الفكرة نظرة خرقاء
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق