الثلاثاء، 5 مارس 2019

فهو ند للقمر // بقلم الشاعر السامق محمد جلال السيد

فهو ند للقمر
...
ينبضُ القلبُ، على الحبِّ فُطِرْ ..
فَهْوَ بالوجدانِ والروحِ استقرْ
لا تلُم صبَّاً تغشَّاه الهوى ..
ليس طوعًا إن نَهرناهُ انتهرْ
كم تَعنَّى بل وأضناهُ الجَوى ..
هَل أتى في إِثرهِ من يَعتَبِرْ
قد أتى التاريخُ فينا رادعًا ..
يكتوي العُشَّاقُ ما تُغنَي النُّذُرْ
قصصٌ بالنَّفسِ يَسرِي ضَوعُهَا ..
سَطَّرَ العُشَّاقُ في الماضي سِيَرْ
فاتركِ القلبَ لمقدورٍ لهُ ..
مَن طَواهُ الحسنُ أنَّى يزدجِرْ
سينالُ المرءُ مِنَّا حَظَّهُ ..
يصطلِي أو بفيوضٍ يَغتَمِر
فمن العُشَّاقِ من ذاقَ اللَّظَى ..
يا أُخَيَّ الحُبُّ نارٌ تستعِرْ
وبإشفاقٍ يمنِّيهِ الوَرَى ..
مَن تحلَّى باصطبارٍ قَد أُجِرْ
كيف يَسلو القلبُ موسومًا بِهِ ..
صُوَرُ الأحبابِ بالقلبِ دُسُرْ
بَسَمَ الحظُّ لموعودٍ بِهِ ..
فارتوَى مِن سَلسبيلٍ ونَهَرْ
كالنُّجَيمَاتِ احتواني نورُهُ ..
في ائتلاقٍ فهو نِدٌّ للقمرْ
في التَّمامِ البدر لا يربو إلى ..
حسنِهِ مهما تَجَلَّى للنَظَرْ
فَهْوَ في الديجورِ شمسٌ تَمتطِي ..
صهوةَ الإشراقِ والكلُّ استَتَرْ
يَمَّمَ القلبَ بِلحظٍ بَاسمٍ ..
فإذا القلبُ بحُسنٍ قد أُسِرْ
فبعينيهِ اختراقٌ للنُّهَى ..
لستُ أدري هَل لحسنٍ أم حَوَر
خفقَ القلبُ أهازيجَ الهَوَى ..
وشغافُ القلبِ للعزفِ الوَتَرْ
ذاقَ شهدًا فتغنَّى صبوةً ..
واستطابَ الهمس في ظلِّ السَّمَرْ
وحمائمُ أُنسٍ هَدَلَتْ ..
بصباباتٍ وإقبالٍ عَطِرْ
لا نبالي بسُهادٍ أو كَرَى ..
في استباقٍ وكِلانا يَبتَدِرْ
من رضابِ القولِ والليلُ سَرَى ..
مرَّت الساعاتُ قد طال السَّهَرْ
بَدَّدَ الإصباحُ ليلاً حَالمًا ..
فَتَرَكْنَا الحُلمَ في كَفِّ القَدَرْ
وائتمنَّاهُ على آمالِنَا ..
في غدٍ كُلُّ الأمَاني تَزدَهِر
...
محمد جلال السيد
 ٢٠١٩/٢/١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...