اليوم الموعود ومــــــــراسيم الســـــــقوط
--------------------------------------------
بيداء الفقر تستر عريها ، رغم الخريف تنتظر الوعود
أملاً بالفرح القريب
روّت دموع الفقر وروداً
باعت الملح عطراً في الأسواق
صيّرت الثلج دفئاً للمهموم والحزين
يأتي الليل ومتسربل بالدين يتمتع بأغنية في بار
نكتب القصائد وفقير في احتضار
ومتسول أسماله بالية تنهشُ فيه الكلاب
بُعث من الفقر رسل وأنبياء
الأولون باركوك فكانوا ، الآخرون جردّوك الملامح فتعالوا
ليس للإنسان من وجود بل الحيوان الإنسان في رقي وجمود
صار الفقر اغترابي
لا وطن
نتجول في شوارعنا تحوم حولنا الشبهات
جسد الفقر دماه اختلطت بالرصاص
موج هادر يطرق باب المدينة يموج بالدماء القانية
مدن مستبدة بالجوع
يافطات النعي سوداء وأسفلت الشوارع سواء
مدينتي حين تُطلِّين على قلبي شلال ضوء
أرى في إطلالتك ذكرياتي، طفولتي
نبع متواصل لذاكرتي
خفقاتُ قلبي، تسابيح وجداني، تراتيلُ دمي الدافق
نكتب على جدران السجن ، على الأشجار
حلم تحقق للمستقبل الآتي
حين أغادر لاجئ تدخلين القلب
يفيض ماؤك يملأ صدري ، نبضك يقرع إحساسي
ارى في عينيكِ الوطن أسمع النشيد يصدح
الدرب طويل، جراحُك شمس، دماؤك جذور للحالمين
لا أحلم ، أرى، أسمع ،أتكلم
حولي غابات من بشرٍ ،الهاجس في نفسي
تتلاشى السحب السوداء
سُحب الفقر والجوع تتطاير، تنزلُ دم تسقي الأشجار العطشى
طبول الطوفان يخفق في الصدور، يلمع في العيون
يولد نهر في الصحراء ،تخبز أرغفةٌ من دقيق العلقم
درب رغبته لا تصدأ، ترحل السفن إلى الآفاق المضيئة
لا يملأ الحزن أشرعتها البيضاء مادام الموت قدر
لم نطفئ كالضوء في المياه نريد العودة للنهرين
**********
د.المفرجي الحسيني
اليوم الموعود ومراسيم السقوط
العراق/بغداد
14/11/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق