سَعيرُ الهوَى شبَّ بيْنَ الضُّلوعِ
وَ فاضَتْ علَى الخَدِّ جَمًّا دُموعِي
وَ لوْ أنَّ نهْرًا جَرى مِثْلَ دمْعِي
لَأضْحَى كَ"نِيلٍ" خَصيبِ الزّروعِ
فَكمْ نُحْتُ حُزْنًا بِبُعْدٍ وَ بيْنٍ
وَ سَاءَتْ جَناني ديارُ الرُّبوعِ
وَ كمْ نُحْتُ شَجْوًا على إلْفِ روحي
أَ يكْفي نُواحي فَيزْهو ربيعِي
أقامَ الجَوى بعْد أَنْ ساحَ صبْري
فَشاعَ اعْتِلالِي بِجسْمي الوَديعِ
متى يُجْمَعُ الشَّمْلُ بعْد الفُراقِ
وَ ألْقى حبيبي أمامَ الجُموعِ
وَ إنّي جسورٌ، جَريئٌ وَ راقٍ
بِنفْسي سُمُوًّا، بِنهْجٍ بديعِ
إِذا جلْتُ أبْدى أناسٌ ذهولًا
وَ إنْ قلْتُ قالوا كَ"عيسى"اليَسوعِ
وَ لكنْ لِأحْكامِ وِدِّي فُروضٌ
تُواري هواني بِسمْتٍ سريعِ
وَ أرْوي لِنفْسي حديثًا غزيرًا
وَ جمْهورُ سُؤْلي أَوانُ الرُّجوعِ
إذا غابتِ الشّمْسُ أوْردْتُ عشْقي
وَ تابعْتُ ذِكْري بُعيْدَ الطُّلوعِ
أنا هالِكٌ تحْتَ أسْرِ هواها
إذا لمْ يُجرْني إلاهُ الجميعِ
جلال بن روينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق