المِذياع
*****
هل غادرَ المِذياعَ صِدقُ توهُّمي ... أم ذا مخاضٌ بعد طولِ تكتُّمِ ؟
الصوتُ يُعلنُ ثورةً في أُمةٍ ... خضبت صُكوكَ البيعِ من لونِ الدَّمِ !
أنا لا أُصدقُ ما أتوقُ لِسمعهِ ... هَرَجٌ يدفُّ النفسَ صوبَ تقدُّمي
فخرجتُ أهتفُ : لا حياةَ لظالمٍ ... وشعُرتُ أني للشجاعةِ أنتمي
ونظرتُ حولي لم أجدْ لي تابعاً ... صمتٌ تمطَّى بالنفوسٍ وبالفمِ
وسألتُ سابلةَ الطريقِ فلم تُجبْ ... إلا بوَجْهٍ خطَّ قدْرَ تبسُّمِ
كلٌّ يسيرُ مُزاحِمَاً أو مُتعباً ... وِقْرُ الهمومِ برأسِهِ كمُعَمَّمِ
فشعرتُ أني وَصْلَةٌ من حالمٍ ... واستوطنت دَهرَاً غِمارَ النوَّمِ
من ذا سَيحْبسُني ويُغلِقُ شُرفتي ... برتاجِ خوفٍ خِلتهُ في مِعصَمي
أسرَعتُ خطوي واستدرتُ لمسكني ... أغلقتُ باباً خلفَ بابٍ أحتمي
وجلستُ أقرأُ في الجريدةِ طالِعي ... أبراجُنا تدري بما لم يُعلَمِ
ولعِبتُ في كلماتها بتقاطعٍ ... وعرفتُ وَصْفِي من حُروفِ المُعجَمِ
وشربتُ شاياً والتحفتُ كدميةٍ ... ودُفِنتُ في حلمٍ يصادفُ مغنمِي
**********************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق