فاعذرني...
قلت هذا الف مرة
إن أنا أشعلت نجــمي ...
أو إذا أطفأت ســحره
واعــــــــذرني ..
إن أنا أسـربت طـيري
أو إذا ...أوقفت ســيره
فـالذي قــد كـان منا الآن مـا أحبـبت
ذكره. ..
كم تهـاتفنا بلـيـل....
ضجت الأ شــواق عبـره
وتناجـينا بشـــعر...
نـاغم الأطيــار ســحره
*** ***
كم عشــقنا اللــيل يعـدو
سار نجم ....إثر زهرة. ..
وألفنا الصــبح يلهــو
يــشـتهـي الروض عطره
وأنـا قلـب يــغـني
في اشــتياق ما أحره
فاق ظني. . أن أفقي
سوف يستهويك بـدره
فـإذا بي ... منك أحظى
بصدود ...مـــا أمره
وإذا بـي أحـتـسـيـها ...
كـأس إذلال وحــسـره
هكذا أبـليت عــمـري
في هـوى مــا كنت قـدره
فـإذا مـا العــمر ولى
مــا الذي قد ... ضاء إثره
قــد كفـانا يـاحبيبي
فكـلانا صـار عـبره
لا تـسلني بــعد هـذا
عن هــوى مـا صنت أمـره
ولنقل إن طـاف يوماً. ..
طائـف يــرتــاد ذكــره
دون أن نــدري حــفرنا
لهــوانا شـر حفــره
سحر زاد / سحر الشرق
هذه المرة الأولى التي بقع فيها بين يدي وتحت سماء أنظاري عمل أدبي في منتهى الأناقة والجمال للشاعرة الشابة سحر زاد. ..انتسب إلى مذهب الشعر الحديث الذي خضع للوزن بكل جدارة. .وعذوبة ". ...اتخذت وحدة التفعيلة الألقة في وقعها النغمي والموسيقي. .وخاصةً إذا كانت تفعيلة بحر الرمل. وهي /فاعلاتن /
\°\\°\°...
والحقيقة بعد القراءة الهادئة للنص يتبين لنا ..أنها أنشدت على بحر مجزوء الرمل :
فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن مع اعتماد الجوازات بنجاح ملفت وخاصةً إذا علمنا أن شاعرتنا سحر في الأساس من مدرسة قصيدة النثر. ..لقد كان فرحي بنصها الجديد هذا كبيراً. .لقد جعلت ضرب نصها. ..قافيتها الهاء الساكنة المسبوقة براء الإسناد. .
ابتدأت قصيدتها بقولها :
/.. فاعذرني. ./..هناك شدة على النون. ..مسبوقة بذال مكسورة. .
فاعذرني / فاعلاتن. ../
/...إن أنا أشعلت نجــمي. ./
فاعلاتن فاعلاتن ...
وكم جميل هذا التركيب الشعري الرقيق والدافئ والرقراق
/...أشعلت نجمي. ../
النجم هو الذي يبعث النور. .كيف تشعله ؟ ..رائع هذا الإشعال. .كذلك رائع قولها :/..أو إذا أطفأت ســحره/
الله على هذا التدفق في خلق الجمل الحديثة والجميلة والدافئة :
/...واعذرني. ./..أتمنى أن تحسن تشكيلها لتبقى في زمرة/..فاعلاتن../
بضم الذال وفتح الراء وشدة على النون. ../..واعذرني
/...إن أسربت طيري. .
أو إذا.. أوقفت سيره. ./..جميل..
وجميل منها تراكيبها الشعرية الغنية بالشعر والشاعرية والموسيقى العذبة والخلق الإبداعي اللغوي :
/..كم تهافتنا بليل. ./
/...ضجت الأشواق عبره. ./
رائع هذا الضجيج للأسواق. .وفي ليل ساج. ..والأجمل آت منها عند قولها :
/...وتناجـينا بشعر. ../
فاعلاتن فاعلاتن. ..
/...ناغم الطيار سحره. ../
الله على هذا التناغم الغني بكل مايحتاجه الشعر الألق. ..أين كنت تخبئين كل هذا الألق. .وكل هذا الجمال. ..لنقرأ لها تراكيبها الساحرة
/...وألفنا الصبح يلهو. ./
الصبح عند سحر يلهو. . وليكن. .جميل هذا اللهو الخفي العجيب. .ترى ماالغاية ..ماغايته فإنه كعاقل وكل الوجود حولها عاقل. . :
/... يشتهي الروض سحره. ./
جميل هذا التعقل. .وهذا الإشتهاء
وشوق شاعرتنا مازال في أوجه لايفتر أبداً. ../...في اشتياق ماأحره. ./
لكن القساوة من الحبيب ذات تأثير موجع. ..لايطاق..
/. ..في هوى ماكنت قدره. ../
ورغم الوجع والأذى في الهوى مازالت تحتفظ بالصورتين إيجابيتها. ..وسلبياتها الموجعة :
/... قد كفانا ... ياحبيبي. ./
فكلانا. ... /..صار عبرة. ./
وتبث خلاصة المسألة الراقية بكل الوضوح والصدق والجمال الشعري :
/..لاتسلني. .. بعد هذا. ../
/.. عن هوى ما. /...صنت أمره. ./
قصيدة كلاسيكية تقليدية في ثوب الحداثة الجميل. .طابعها الغزل وهمه المرهق. ..في غاية الإبداع. .تعبر عن مرحلة جديدة في حياة شاعرتنا الشعرية. .أتمنى لها التوفيق. .والمزيد من هذا الألق الشعري.
مصطفى مزريب.أبوبسام
جبلة.سورية مباشر الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق