( يادارَنا )
وتقارعت في مركبي أمواجُها
وتغوَّلت وكأنَّها لم تسأمِ
من شدَّةٍ ألقت بِهاوتربَّعت
فوقَ الجُفونِ تشرَّبت من علقَمِ
يا حاملين لِحُبِّها ماذا تروا
إن غُلِّقت أبوابُها عن مقدمي
وتنثَّرت أقذارُها وتراكمت
في كلِّ ساحٍ حائرٌ لا ينتمي
أين الذين توقَّدت أنوارُهم
وتهذَّبت أخلاقُهم لم تؤثَمِ
طالَ العناءُ وعُمِّقت أوتادُهُ
أعمى العيونَ وقيدُه منه دمي
بات البديلُ وطيرُه لا يختفي
عن دوحِنا وغناؤه كالمُلهِمِ
هذا الرِّياءُتوشَّحت أثوابُه
في زاهِرٍ مُتلونٍ ومُروَّمِ
هل غادرت أحلامُنا وتلوَّعت
مما ترى في ليلِها من مُسقِمِ
أم خُمِّرت وتوسَّدت أشواكَها
مهما جرى قالوا لِما لا تندمي
ظنُّوا بِها وتخدَّرت ألحانُها
يا صيحتي من مارِقٍ ألهى فمي
ماذا نقولُ تمنَّعت عمَّا لنا
وتحاورت في قاتِلٍ لي مبسمي
غاب الصَّفا وتذبَّلت أزهارُه
وتصحَّرت أحواضُه كالمُعتِمِ
يا دارنا ما للجُروحِ مُصانُها
إلاَّ دواءً ما له من مُعدِمِ
--------------------------- عبدالرزاق الرواشدة \ الاردن \ البحر الكامل التام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق