رثاء الذّات
قصيدة
بقلم - الشاعر الدكتور محمد القصاص
قُـمْ .. وقبِّـلْ هامةَ المجــدِ عشيَّـــا *** وتباكى حين تشتاقُ إليَّــــــــــــا
إمسح الدمعاتِ من جفنٍ كـــذوبٍ *** وشعورٍ خلتهُ زيفا فريَّـــــــــــــا
لا تقل لي آسفٌ بعد فراقــــــــي *** حينها لم تجد مهموما عيـيَّـــــــا
يا إلهي ما مصيري بعــد موتــي *** لستُ أدري أسعيداً أم شقيَّــــــــا
لست أدري فالمصيباتُ توالــــتْ *** وحياتي أصبحتْ عبئا عليَّـــــــا
لا تغالوا بالأسى بعد انصرافـــي *** إنَّ حولي صبيةٌ ظلوا بُكيَّــــــــا
كنتُ في محيايَ يا أبناءُ بَـــــــرّاً *** ما ادَّخَرْتُ العمرَ من بِريَّ شيَّــا
يا أبي كنتُ له خيرَ رفيـــــــــــقٍ *** كنتُ أبقى حوله طلقَ المحيَّـــــا
ليت شِعري وأنا أرجو إلهــــــي *** في جوار الله مسرورا رضيَّــــا
أتراني في الصبا عشتُ اغترابا *** عشتُ أيام الأسى عمرا شقيـــــا
أدنو مني ..يا أخا الأحزانِ هيــا *** واهجرِ اللذاتِ أو تبقى عصيَّــــا
أدنُ مني .. ولتكن خير جليـــسٍ *** واحذر الشَّيطان يا بئس الوليَّــــا
يا لبؤسي حينما رمتُ وداعـــــا *** لصغاري وهُمُ رُطَبا جنيَّــــــــــا
هل لأولادي إذا ما صِرتُ شيخا *** هل يَعقوني وقد بِتُ شجيَّـــــــــا
ينكروا المعروفَ لما كنت أحنـو *** أو أُغالي في العَطَا صفوا نقيَّـــا
لم أكن في عيشتي يوما شحيحـا *** أو مع الأحبابِ جبَّارا عتيَّــــــــا
كلَّ ما قدَّمْتُ من فعلٍ جليـــــــلٍ *** كان مني دائما حُبَّا جليَّــــــــــــا
سِرْ بنا يا ركبُ هونا ورويـــــداً *** علَّني لاقيتُ من كان وفيَّــٍـــــــا
إيه أصحابي لمَ تبكوا فقيــــــــراً *** جاوز الخمسين والعمرَ النديَّــــا
قد ملَـلْتُ العيشَ يا ربعي لأنــي *** لم أعد بالموتِ يا ربعي حفيَّــــا
يا إلهي إنني أرجوكَ فضـــــــلا *** ما علمنا لك في الكونِ سميَّـــــا
إنني عبدٌ تمادى يا إلهــــــــــــي *** خُصَّه بالعفو والبيتِ العليَّــــــــا
فحياة المرءِ إنْ طالت تَــــــرَدَّى *** حالُهُ لـو عاشَ بـالعمر عتيَّــــــا
الشاعر الدكتور محمد القصاص – الأردن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق