الجمعة، 25 يناير 2019

رثاء الذّات قصيدة بقلم - الشاعر الدكتور محمد القصاص


رثاء الذّات
قصيدة 
بقلم - الشاعر الدكتور محمد القصاص

قُـمْ .. وقبِّـلْ هامةَ المجــدِ عشيَّـــا  ***  وتباكى حين تشتاقُ إليَّــــــــــــا
إمسح الدمعاتِ من جفنٍ كـــذوبٍ  ***  وشعورٍ خلتهُ زيفا فريَّـــــــــــــا
لا تقل لي آسفٌ بعد فراقــــــــي  ***  حينها لم تجد مهموما عيـيَّـــــــا
يا إلهي ما مصيري بعــد موتــي  ***  لستُ أدري أسعيداً أم شقيَّــــــــا
لست أدري فالمصيباتُ توالــــتْ  ***  وحياتي أصبحتْ عبئا عليَّـــــــا
لا تغالوا بالأسى بعد انصرافـــي  ***  إنَّ حولي صبيةٌ ظلوا بُكيَّــــــــا
كنتُ في محيايَ يا أبناءُ بَـــــــرّاً  ***  ما ادَّخَرْتُ العمرَ من بِريَّ شيَّــا
يا أبي كنتُ له خيرَ رفيـــــــــــقٍ  ***  كنتُ أبقى حوله طلقَ المحيَّـــــا
ليت شِعري وأنا أرجو إلهــــــي  ***  في جوار الله مسرورا رضيَّــــا
أتراني في الصبا عشتُ اغترابا  ***  عشتُ أيام الأسى عمرا شقيـــــا
أدنو مني ..يا أخا الأحزانِ هيــا ***  واهجرِ اللذاتِ أو تبقى عصيَّــــا
أدنُ مني .. ولتكن خير جليـــسٍ  ***  واحذر الشَّيطان يا بئس الوليَّــــا
يا لبؤسي حينما رمتُ وداعـــــا ***  لصغاري وهُمُ رُطَبا جنيَّــــــــــا
هل لأولادي إذا ما صِرتُ شيخا  ***  هل يَعقوني وقد بِتُ شجيَّـــــــــا
ينكروا المعروفَ لما كنت أحنـو  ***  أو أُغالي في العَطَا صفوا نقيَّـــا 
لم أكن في عيشتي يوما شحيحـا  ***  أو مع الأحبابِ جبَّارا عتيَّــــــــا
كلَّ ما قدَّمْتُ من فعلٍ جليـــــــلٍ   ***  كان مني دائما حُبَّا جليَّــــــــــــا
سِرْ بنا يا ركبُ هونا ورويـــــداً ***  علَّني لاقيتُ من كان وفيَّــٍـــــــا 
إيه أصحابي لمَ تبكوا فقيــــــــراً  ***  جاوز الخمسين والعمرَ النديَّــــا
قد ملَـلْتُ العيشَ يا ربعي لأنــي  ***  لم أعد بالموتِ يا ربعي حفيَّــــا
يا إلهي إنني أرجوكَ فضـــــــلا  ***  ما علمنا لك في الكونِ سميَّـــــا
إنني عبدٌ تمادى يا إلهــــــــــــي ***  خُصَّه بالعفو والبيتِ العليَّــــــــا 
فحياة المرءِ إنْ طالت تَــــــرَدَّى  ***  حالُهُ لـو عاشَ بـالعمر عتيَّــــــا

الشاعر الدكتور محمد القصاص – الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...