السبت، 2 فبراير 2019

فقد الفراقد // بقلم الشاعر السامق // سلطان محمد معافا

ــــــــــ فَقْدُ الفَراقِد ـــــــــــ

*
مَوتٌ لِخَيرِ الناسِ فينا يَحصُدُ
والمَوتُ وَعدٌ للوَرَى يَتَوَعَّدُ

دارُ الحياةِ هي الطريقُ لِعابِرٍ
منها إلى دارِ الخُلودِ نُخَلَّدُ

دارُ ابتِلاءٍ وامتحانٍ بَعدَها
يوم الحِسابِ لِكُلِّ ما عَمِلَتْ يَدُ

ويَفوزُ عُبَّادٌ كِرامٌ آمَنوا
باللِّهِ ما كَفروا، بِهِ لَم يُلْحِدوا

ويَفوزُ مَن أَدَّى الفرائضَ واتَّقَى
مُتَصَدِّقٌ مُتَقَرِّبٌ ومُوَحِّدُ

ويَخِيبُ مَن لم يَتَّقِ الرحمنَ أو
مُتَكَبِّرٌ أو مُشْرِكٌ أو مُفْسِدُ

وهُناكَ قَومٌ شَمَّروا للِّهِ في
جِدٍّ وسَعْيٍ دائبٍ وتَجَرَّدوا

لَهُمُوْ اصطَفَى الرحمنُ حِيْنَ أَحَبَّهُمْ
ولَهُمْ أُعِدَّ بِخيرِ مَأْوَى مَقْعَدُ

وأَرَى البَديعَ - أَدامَ رَبِّي خَيرَها -
فَقَدَتْ نُجوماً؛ كُلُّ نَجمٍ فَرْقَدُ

ثَكِلَتْ - ورَبِّ العَرشِ- أرضي بَعدَهُمْ
هذا مَقامٌ مؤلمٌ لا يُحْسَدُ

فَأَبي ثَوَى عَنْهَا فَغابَ جَمالُها
ذاكَ المُعَلِّمُ والفَقيهُ المُرشِدُ

نَاحَتْ جِبالُ الأرضِ بَعدَ رَحيلِهِ
أَوَّاهُ ماذا بَعدَ فَقْدِكَ أَحمَدُ

بَدرٌ وغابَ عَنِ الدُّنَى فَتَتَبَّعَتْ
شَمْسُ الدُّنَى أمِّي المَغيبَ فَتُفْقَدُ

مِن بَعدُ عَمِّي غابَ في أكفانِهِ
لِتُرابِ قَبْرٍ طَيِّبٍ يَتَوَسَّدُ

واليومَ غابَ عَنِ البَديعِ مُؤذِّنٌ
كم كانَ يَصدَحُ بالأذانِ ويَنشدُ

يَحيى رَحَلْتَ وكُلِّ طيرٍ في السَّما
والصخرُ والشَّجَرِ المُلَبِّي يَشْهَدُ

دوماً تُسابِقُ للأذانِ وُفودَنا
والصوتُ يُصْدَحُ والتَّبَتُّلُ يَصعَدُ

أَحبَبْتَ قُرْبَ اللَّهِ تَشْدُو صادِحَاً
فاختارَ قُربَكَ، والمُضَيَّفُ يُسْعَدُ

فاللَّهُ يَرحمُكُمْ ويَرحَمُ قُربَكُمْ
واللهُ نَشْكُرُهُ ودوماً نَحمَدُ

إنَّ الجِنَانَ لِمِثْلِكُمْ قَدْ زُيِّنَتْ
طابَ المَقامُ بِها وطابَ المَورِدُ


سلطان محمد معافا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...