(( هممٌ وأطماع)) على البسيط
لا يحمل البعض إلا همَّ كيف أنا
والبعض يحمل في وجدانه وطنا
شتان ما بين من لله طاعته
وبين من يعبد الطاغوت والوثنا
شتان ما بين من يحيا لأمته
وبين من باعها واسترخص الثمنا
على حساب دموع الناس فرحته
ولا يبالي بمن قد أوردَ الحزَنا
جمال روح الفتى عنوان قوتهِ
إليه كل الورى بالإحترام رنا
ورُبَّ وجهٍ صبيحٍ لا خلاق له
مَقت الإله ومَقت العالمين جنى
ورُبَّ وجهٍ صبيحٍ زاده ألقا
حسن الفعال وعند الله زاد سنا
ورب وجهٍ سخرنا من دمامته
بِحُسن اعماله كل الورى فَتَنا
وأجمل الخلق من فاحت مكارمه
بالحب والخير مِن كل الأنام دنا
لا تحمل الشر والأحقاد مهجته
أو يُخسر الناس في وزنٍ إذا وزنا
ولم تزل ترسم الأفراح هِمَّته
في كل وجهٍ وما قد مَلَّ أو وهنا
خلافنا يا بني قومي يدمَّرَنا
وهل سواه لهذا الحال أوصلَنا
إلى متى نتغنى في هوى وطنٍ
وليس منا سوى ما لا يسر جنى
هل يا ترى سَرَّه تَمزيقَ لحمته
أم طول قتل بنيه بعضهم علنا
أم مٍن غريبٍ عليه مشفقٍ كذبا
متاجرٍ بالمآسي دون أي عَنا
أم سَرَّه أن يرى تدمير بُنيته
وخير أبنائه في حسرةٍ دَفنا
لا تحسبوا الحب للأوطان أغنية
ولا خطابا بليغا للورى فتنا
سروره أن يرى الأضغان آفلة
وأن يرى دائما بالحب وحدتنا
ياموطنا في هواه الروح قد ثملت
حباً فأصبح نبض المهجة اليمنا
ما غبتُ عن موطني يوما لثانية
إلا وفاض فؤادي نحوه شجنا
مهما تصبَّرتُ في بعدي على ألمٍ
والهمُّ في خافقي قد أنهك البدنا
وينزف القلب بالأشواق أدمعه
تكاد دوما دموع الشوق تفضحنا
سَكَنت في خافقي حبا سُررّت به
فكيف غيرك نرضى بالثرى سكنا
((عبده هريش 29/1/2019))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق