الأحد، 3 فبراير 2019

عيون الليل // بقلم الشاعر السامق // عبد السلام حمدة

عيـــــــون اللّيـــــــل

أقـــــوم اللّيــــل أبـحث عــن صباحــي ----          و يلقـــــانــي لمطلعـــه نعـــاســــي
لأصحــــــو و النّجــــــوم ســاطعــــات ----         فـأمضي العمر فـي حضـن التّناســي
رأيت النّــــاس إن نطقــــــوا أزاحــوا ----         عـن الرّأس نـشـــوات الكـــــــــؤوس
ليغمــــــرنــي الظّــــلام و أستنيــــــــر ----         فتنكشـــف المهـــــازل و المآســـــي
فســــــرّ اللّيـــــل أنّ لــــه عيـــــــــون ----         تــرى الأجسـام مـن خلـف اللّبــــاس
فــلا الأقـــــوال تــأخــذ مـن سحـــائي  ----        و لا الأشكــال تكفــــي لالتبــاســـــي
أرى إبــــــلا إذا ثئبــــــــت ليـــــــــوث ----         تسـارعت الجمـــال إلـى الطّقــــوس
فتــــــــرمي بـأضعـفهــــــا طعـــــــاما ----         و تمضــي بيــن منشــــرح و آســــي
ارى غنمــــــا إذا احتــــــدّ النّطـــــــاح ----         تذرّعــت النّفــــوس بمــا تقـاســـــي
و إن دعيــــت لمــأدبـــة العشـــــــــاء ----         تهـــافتت البطــــــون بــلا قيـــــــاس
أرى شجـــــرا إذا ينعــــت غصـــــون ----         و راودهـــــا التّنعّــــــم بالكراســـــي
تحـــالفت الجـــــذور مــع الجــــــذوع ----         لتـــرميهـــا علــى خــطّ التّمــاســــي
أرى قــــــومـا إذا هـــــزلت حلــــــوب ----         تمـــــدّهـم العطـــــاء بــلا قيـــــــاس
و إن تكفــــــي الخنــــــاجـر للذّبيـــــح ----         تــــدجّجت الأيـــــادي بالفـــــــؤوس
أرى جمعــــــا إذا طلــب الفقيــــــــــــر ----         مـــــؤازرة يقــــــابل بالعبـــــــــوس
و إن جــــــاد الزّمــــــان لــه بغيــــــث ----         تحــــوّلت الــــوجوه إلـى شمــــوس
و ويـــــل لمــن ظــــنّ افتـــــــــــراءا ----         أليـــــس اللّــه أدرى بالنّفـــــــــــوس
فـــــلا الكســب مــــآله للخلــــــــــود ----         و لا ردع الطّمـــوح يقــي المـآســـــي

عبد السّلام حمدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...