لأصحاب النفس الطويل فقط
.......(العرب هم الأسود).......
1كُفِّي الِمراءَ ولا تُغالي زينبُ
بَطلٌ علينا في المعاركِ أرنبُ
2حَذَّرْتُ قَومي أَدْهُرا ً لكنَّنِـــي
زَمَّارُُ حَيًّ لَحنُُهُ لا يُطـرِب ُ
3لا تَقذعيني بالكلامِ لأَنــــَّه
مِنْكِ اللسَّانُ كَجَمْرةٍ يَتَلَهَّـبُ
4للبدرِ نورٌ تحتَ طيِّ خِمارِهـــا
ولَأَبيَضٌ في أسْوَدٍ يَتَحَجَّبُ
5لكنَّ شِعري كالثُّريَّا في السَّمــا
وأقولُ شِعراً للأصمِّ فيطرَبُ
6كَشفتْ على بدرِ السَّماءِ غِطاءها
فَذُهلت ُبالقَمَرينِ مَنْ أَتَشَبَّبُ
7وَكأَنَّ لِلعطْرِ الشَّذِيِّ نَسَائِـمٌ
وَعَبيرُهاُ من مسكِ عودٍ أَطيَبُ
8رِئم ٌإذا ما قَد ْرَنَاكَ بِطَرفه ِ يمسي الفُؤاد بحرقةٍ يَتقلَّـبُ
9لا تَهلكنَّ الروح في عِشْقِ الظِّبَا
رِئْم ُالفَلا من كُلِّ شيءٍ أحبَبُ
10بنتُ اﻷَكارِم ِلا تُشاهِرُ حُسنَها
والحُرَّةُ الخَنساءُ لهِيَ المَكْسَبُ
11واللهُ يَغِلبُ كلَّ شيءٍ أَمـــرُهُ
وَهُوَ العزيزُ وأُمرُه ُلا يُغْلــبُ
12لا تَأمَن الخَوَّان ما بين الورى
مثل البَعيرُ بِهِ الجُذامةُ أجربُ
13وَإذا يُمَرِّغ ُ أَنفَ لَيثٍ ثَعْلَــبٌ
أُمضي الزَّمان بِحَيْرةٍ أَتَعَجَّــبُ
14بِئسَ الخَليلُ إذا التَّمَلُّقُ طَبْعــهُ
في جلدِ شاةٍ في الحقِِيقَةِ ثَعْلَـبُ
15إِنِّي عَرَكْتُ الدَّهْرَ قَبْلَ وِلادَتي
وَوُلِدتُ رَأسي كَالحَمامةِ أَشْيَبُ
16كهلٌ وقدْ عَرَك َالزَّمَانَ بعيشِهِ
ٍ بيتُ الأَفَاعي كُنْتُ فيهِ أَلْعـبُ
17مَا هَمَّنِي السُّمُّ الذُّعافُ وإنَّنــي
أَهتَمُّّ من غَدْر الصَّديقِ وأَنْصَبُ
18لفِراقُ خِلٍّ صَادِقٍ بــِوِدادهِ
دَمْعُ الفِراقِ كَغَيمةٍ يَتَصَبَّــبُ
19صَلَّى الإلهُ على النَّبي مُحَمدٍﷺ
فخرٌ لنا وهُوَ الحبيبُ اﻷَقْرَبُ
20هُبُّوا لُيوث العُرْب مثل صَحَابـهِ
من سارَ في دربٍ لهُ لا يُغْلَـبُ
21أَتَرَكْتُمُ الدِّينَ المَتينَ لِغيـــرهِ
إذ غَشَّكمْ فِكرٌ سفيهٌ أَجْرَبُ
22ضَرَبُوا العَقيدةَ في فِناء ِدِيارها
فَتعلَّموا في غَيرها لا نُضرَبُ
23والكلُّ ساهٍ نام في غَيبوبةٍ
والدارُ لَجَّتْ في فِناهـا اﻷَذْؤُبُ
24هُبي دِيار العُربِ هبَّةَ جَهْبــَذٍ
فَعَليك ذؤبان الدُّنا تَتَــأَلــَّبُ
25وَعَلى الفِراش إذا أَنام بلَيلةٍ
فَكأَنَّني فَوقَ الحَصى أَتَقَلَّــبُ
26بغدادُ قطعانُ الضباعِ تجوسُها
وَبِمالها وَنَعيمِها تتَنهَّــبُ
ُ
27والشَّامُ أَمسى كالمَقابِر رَوضُهــا
أمستْ طُلولاً عَزَّ منها المَهـرَبُ
28وَأَتَى غُراب البَين فَوقَ رياضها
سكت الغرابَُ بِدَهْشَةٍ لا يَنْعَبُ
29والخَمْرُ يُشْرَبُ في جَماجِم شَعبِنـا
ويقالُ زوراً إنَّنا مَنْ يُرْهـِـبُ
30وَلبئسَ قومٌ والغَباء يسودُهُمْ
لهُمُ السفيهُ مبجَّل وَمُحَبَّبُ
31والجاهُ أَمسى لِلْدَّنيءِ وعِزَّةٌ
وَيُرَى المِجَنُّ على اﻷَكارِمِ يُقْلَبُ
32َيؤذي سماع اللَّيث طَنُّ ذُبَابةٍ
وَيُفاخِرُ الرَّوضَ الخَصيبَ المُجْدِبُ
35أَمسى الَّلئيمُ لَهُ المَكانَة والعُلا
وبأَخمصِ القَدَمينِ يُعلى المَنْكِبُ
36وَيَسودُ أَبناء الكِرامِ رُوَيبِضٌ
وَعَلى أَزاهيرٍ يَعيشُ الطُّحْلُبُ
37وَذَكَرتُ عهداً للرِّجالِ بِدارِنا
كانُوا شموس َالدَّارِ لكِنْ أغْرَبوا
38لـَمْ تَرْعَ أَمناً لِلدِّيارِ عَقارِب
ٌهل ْيَأتِ بالعَهدِِ الأمينِ العَقْرَبُ
39لا تَأمَلنَّ مِنَ الأفاعِي مَأمَناً
وَلإنَّ غَدْرَ الأُفْعُوان مُجَرَّبُ
40وَبِلادُ فارس كم تُسَعرُ فِتْنَـةً
غَابتْ نُسُورٌ سادَ فيها الجُخدُبُ
41وُيُرى البَريءُ بمُذنِبٍ مِن ظالِمٍ
ويُعاقِبُ الشَّخْصَ البَريءَ المُذنِبُ
42وَالذِّئبُ لايُشفي غَليلاً طبعهُ
حتىَّ يَعَضَّكَ نابهُ والمِخْلَبُ
43لا تأمَنَن على الفراشِ عقارِباً
فالَّلسعُ طبْع ٌعاش فيهِ العَقْرَبُ
44وَنَصِيرُناَ في الجِدِّ صار نَعامَةً
وَلَجَدُّنا وقت التفاخِرِ يَعـْرُبُ
45أَبكي وأُبكي فَالعُرُوبةُ قَدْ خَوتْ
منِْ يوم أن غُدِرَ الهِزَبْْرُ المُرعِبُ
46إنَّ اﻷُسودَ هيَ اﻷسُود ُ ولوْ قَضتْ
والثَّعلبُ الرِّعْديدُ لَهُوَ الثَّعْلَبُ
47مَا لي أرى الأفراحَ ولَّى عَهدها
وَيرَى بِدارِي كلَّ شَيءٍ يُغضِـبُ
48أم صار لِلُّقَطاء قَوْل فَاصِل
زُوُراً إلى الشُّرَفَاءِ دوما تُنْسَبُ
50هَلْ رَفْرَفَ البُومُ الغَريبُ بِجَوِّنـا
أم خَّيم َالعَيشُ العَقيمُ المُتْعـبُ
51أَوَهَلْ ظَنَنْتُ اليَوْمَ يومَ قِيَامــةٍ
أَم جاءنا بَدَل الشروق المَغرِبُ
52 ورَأَيتَُ صنعاء َ الجََراد يجوبُها
قدْ زَجَّتْ الجُرذانَ فيها الأَتْرُبُ
53ناسٌ إذا ما قُلتَ ثوَرٌ حَدَّثوا
قد جاءَكُمْ ثَور ٌفَقوُموا فَاحْلِبوا
54 والجُبنُ يُعدي مثل داءٍ قاتلٍ
إنَّ الجبانَ وطبعهُ لا يُقرَبُ
55 لا تكذبنَّ ولا تَصاحب كاذباً
فالحرُّ من دونِ الورى لا يكذبُ
56ما ظَلَّ شيئاً كي أعيشَ لأجلهِ
الدارُ ضاعتْ والكرامةُ تُسْلَب
57نحن الأسودُ وفي المعاركِ عزمُنا
من يومِ ذي قارٍ أتى لا يُغلَبُ
58وأقول حرفاً مثل سيفٍ صارمٍ
وتُرى الدماء بحدِّهِ تَتَصبَّبُ
59 يا حاديًا للعيسِ كيفَ ديارنا
كيف الهنا والقدس فيها تَندُبُ
60 أين الحرائر من زمانٍ قد مضى
من غيرِها أُسْدُ الوغى لا تُنْجَبُ
شاعر البيداء/سعود أبومعيلش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق