كفانا وقوفا // بقلم الشاعر السامق // عارف عاصي

كَــفَــانَـا وُقُــوفـاً
==========
لِـحَـرْفِـي حَـنِــيـنٌ يَــفُـوقُ الأَمَــلْ
وَ يُــرْسِـي جِــرَاحـاً طِـوَالَ الأَجَــلْ

تَـمَـاهَـيْـتُ أُخْـفِـي شُـجُوناً تَـنَـادَتْ
فَـصَـالَـتْ وَ جَـالَـتْ فَـلَـمْ أَحْــتَـمِـلْ

وَ كُـنْـتُ الـمُـعَـنَّـىَ بِـحَـرْفٍ ثَـقِـيلٍ
بِــهِ الـرُّوحُ دَوْمــاً كَـغَـيــمٍ وَ ظِــلْ

بِـهِ الرَّوْضُ أَبْـهَىَ بِهِ الصَّـوْتُ أَحْـلَى
يُـنَـاغِـي الـطُّـيُـورَ بِـكُـلِّ الـجُـمَـلْ

وَ مَـا كُـنْـتُ أَرْجُـو مِـنَ الـحَـرْفِ إِلا
هَــنَــاءً وَ فَــرْحــاً كَــنَـايٍ خَـضِـلْ

تَـغَـنَّتْ حُـرُوفِي عَـلَى الأَيْـكِ لَـحْـناً
شَـفـِيفـاً رَقِـيـقـاً كَـذَوْبِ الـعَـسَـلْ

رَسَـمْـتُ الأَمَـانِـي بِـأُفْـقٍ تَـنَـاهَـى
فَـمَـاسَـتْ كِعَـاباً كَـهَـمْـسِ المُـقَـلْ

فَـهَـلْ مِـنْ جَـمَـال كَـطَـيْـفٍ رَقِـيقٍ
تَـغَــشَّـى بِـلَــيْـلٍ بَـدِيـعِ الـحُــلَـلْ

لَـعُوبُ المُـنَى قَـدْ أنَـاخَـتْ بِـرَحْـلِي
فَــلَــمْ أَجْــنِ إِلا قُــيُــوداً وَ غُـــلْ

أَيَـا حَـرْفُ قُـلْ لِـي مَـتَـى يَـنْـتَـهِي
سَــرَابُ الأَمَـانِـي أَتـَى و ارْتَــحَــلْ

وَ هِـمْــنَـا الْـتِـيَـاعـاً عَـلَـى ظِـلِّـهَـا
فَـكَـانَـتْ غُـيُـومـاً وَ مَـا مِـنْ وَشَـلْ

فَـخَـمْـسُونَ مَـرَّتْ سِـرَاعـاً تَـتَـالَـتْ
وَ لا زِلْـتَ تَــهْـوِي صَـرِيــعَ الأَمَــلْ

فَـبِـعْــهَـا شَـجُـونـاً نَـمَـا بُـؤْسُـهَـا
كَــفَــانَـا وُقُــوفـاً بَــرَحْــلٍ رَحَــلْ

وَ دَعْ عَـنْـكَ عَـقْــلاً وَ خُـذْ فُـسْـحَـةً
وَ كُـنْ بِـالْـحَـيَـاةِ كَـمِـثْـلِ الـثَّـمِــلْ

وَ عِــشْ كُــلْ يَــوْمٍ بِـرَوْضٍ جَـدِيــدٍ
فَـــزَهْــرٌ وَ وَرْدٌ تَــهَــادَىَ وَ فُـــلْ

وَ طُـفْ فِي جَـمَـالٍ وَ عَـيْنٍ وَ ثَـغْـرٍ
وَ هَـمْـسٍ وَ لَـمْـسٍ وَ ضِـحْـكٍ وَ دَلْ

وَ نَــاجِ الـلَّــوَاتِــي وَ خُـذْ كُــل آتٍ
وَ نَـاقِــشْ وَ حَـاوِرْ بِـمَـا يَـعْـتَـمِـلْ

فَلا الشِّعْـرُ يـَبْقَى وَلا الحَرْفُ أَجْـدَىَ
فَـخُــذْ مَـا تَــبَــقَّـىَ لِـنَـجْـمٍ أَفَــلْ

وَ دَعْ عَـنْـكَ مَـنْ يَـحْـرِقُـونَ الـرُّبَـى
وَ مَـنْ يَـقْـتُـلُــوُنَ جَـمَـالَ الـمُـثُــلْ

وَ لا تَـشْغَـلِ الـبَـالَ بِـالقُـدْسِ يَـوْماً
وَ لا الشَّـامَ يَـهْوِي وَ كَـيْفَ العَـمَـلْ

دِمَـــاءٌ تَــشَــاكَــتْ إِلَــىَ رَبِّـــهَـا
وَ كُــلُّ الـبَـلايَـا بِــلَـوْنِ الــخَــبَــلْ

فَـصَـنْـعَـا وَ مِصْـرُ وَ مَـنْ حَـوْلَـهَـمْ
بِـكُـلِّ الـرَّزَايَــا تُـسَــاقُ الـعِــلَــلْ

بَــــرَاءَةُ طِـــفْــــلٍ وُ دُمْـــــعٌ لأُمٍ
تُــزُلْــزِلُ قَــلْـبـاً كَــوَاهُ الـخَــجَـلْ

كَـعَــدِّ الـرِّمَــالِ نَــمَـا حَـجْـمُــنَــا
أَرُونِــي بِــحَــقٍ فَـعَــالَ الــرَّجُــلْ

أَحَــرْفِـي الـمُـعَـنَّـىَ إِلَــهُ الــوَرَى
سَــيُــوقِـفُ كُـلاً لأَدْنَــى الــزَّلَــلْ