موكب جنائزي // بقلم الشاعر السامق // معروف عمار

موكب جنائزي
=========
على قارعاتِ الشؤمِ في جُنحِ ساجِيَةْ
أصَخْتُ عيونَ السَّمعِ في كل ناحية
٠٠٠
فلما دنا ركب المصيبة هالَنِي
إذِ المُثخَنُ الأعطافِ كان مُصابِيَهْ
٠٠٠
أتَى الوطنُ المكلومُ يَسحَبُ جُرحَهُ
إلى ساحةِ التنديدِ يَندُبُ حادِيَهْ
٠٠٠
بنفسي هاتيك الرِّحابِ ومُهجَتي
ولكنني للِدّمعِ أشكو مآقِيَهْ
٠٠٠
فسَيفِيَ في غِمدِ الزّعِيمِ قَرارُهُ
وفي مَعرِضِ التَّخوِينِ يَجرِي سُؤالِيَهْ
٠٠٠
ومِمّا يَزُجُّ المَرءَ في سِجنِ نَفسِهِ
جَوابٌ إذا أخفاهُ أرضَى الزّبانِيَةْ
٠٠٠
رَكَزتُ بأعماقِ الفَجِيعةِ آهتِي
وأقصَيْتُ عن سهمِ الرقِيبِ مَرامِيَهْ
٠٠٠
فراحَ يَقُصُّ الذَّبذَباتِ بأضلُعِي
لِيَرصُدَ فيها للتَذمُّرِ غادِيَةْ
٠٠٠
فَعَنَّفَنِيَ بالقولِ يبلو دَواخِلِي
فحَيَّرَهُ صَمتٌ يُمِيطُ لِثامِيَهْ
٠٠٠
فكل الذي في النَّفسِ في  الوجه نَضحُهُ
كأنَّ لَهاةَ الصّمتِ باتتْ لِسانِيَهْ
٠٠٠
على قَدَمِ التّخويفِ أعْدُو إلى الخَنا
ويَعدُو إلى ثَغرِ النِّضالِ فُؤادِيَهْ
٠٠٠
ليِستَلَّ مِن غِمدِ الحَفِيظَةِ بُغضُهُ
فيَرمِي به جَمرًا صُدُورَ عَوادِيَهْ
٠٠٠
وإنِّي وإن لم أُدرِكِ اليومَ فَرحَتي
فسوف يَراها في غدٍ خُلَفائِيَهْ

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار