السبت، 2 فبراير 2019

في معارضة رائعة ابن زيدون :أضحى التنائي // (أشواق مدورة) // بقلم الشاعر السامق // عمر عبدالله الحاجي

في معارضة رائعة ابن زيدون : أضحى التنائي ..
============================

 ( أشواق مدوّرة )

اسْكُبْ دُمُوعَكَ نَهْرَاً فِي مَآقِينَا
يا أيُّها الغَيمُ ! عَلّ الدَّمْعَ يَكْفِينَا

وقُلْ لِبَرْقِكَ : لوْ يَغْشَى الحِمَى فَلَنَا
فِي وَمْضِهِ شَبَهٌ يُذْكِي الجَوَى فِيْنَا

أَمْطِرْ قَوافِلَنا العَجْفَاءَ رَشْفَ نَدَى
لِيَسْتَحِيلَ ظَمِيءُ الدَّربِ نسْرِيْنَا

وانثُرْ على كَبِدِ الأحْلامِ بَرْدَ رِضَا
ليُبْحِرَ الحُلْمُ رَهْوْاً فِي أَمَانِيْنا

حُلْمٌ ....تُجَرِّحُهُ أشْواكُ فُرقَتِنا
فاسْألْ - لِتَعْلَمَ مَا نَلْقَى - الشَّرَايينا

تُنْبِيك عن مُقلةٍ حَمراءَ ضَارِبةٍ
في الشَّوقِ قد مَلأَتْ مِنهُ الدَّوَاوِينا

مَواجِعٌ نبَتَتْ في البُعدِ شَوكتُهَا
فأَثمرَتْ في شغَافِ القلْبِ... سِكّيْنَا

مَواجِعٌ نسغُهَا بُعْدٌ نُكابِدُهُ
عَنِ الذِينَ هَواهُم كانَ يُحْيِينَا

كُنَّا نَصُوغُ الهَوَى لَحْنَا يَفوحُ شَذَا
تَخْضَلُّ من عِطْرِهٍ الدُّنْيَا رَيَاحِينا

عَلى جَناحِ الضُّحَى المَيْمُونِ نُرسِلُها
ضَفائِر الوجْدِ ....صَاغَتْها أََيادِينا

فِي كلِّ زَهرةِ رَوضٍ بَسمةٌ حمَلتْ
مِنَ المنَاديلِ مَا أَعْيَا البَسَاتِينا

تَمِيسُ أَعْطافُنا إِنْ هبَّ نَفْحُ صَبَا
مِن رِيقِ صَبوتِهِ الخَضراءِ يَرْوِينَا

عَلى الرِّمالِ نَصَبْنا حُبَّنَا وطَناً
حُدُودُه لخُدودِ الشَّمسِ تُدنِينَا

إِنْ يُقْبلِ الصَّيفُ تجْمَعْنَا عباءتُه
في ظِلِّ دَوْحَةٍ وَصْلٍ وَارِفٍ لِيْنَا

وفِي شِتاءِ جُيوشِ البردِ يَلحَفُنَا
قَلبُ الغمَامِ .....بجمْرِ الحُبِّ يُدْفِينا

نُقَلِّبُ العُمرَ أَوراقَاً مُزَرْكَشَةً
قد طرَّزتْها يدُ الأحْلامِ تَلْوِيْنَا

هَشَّ الزَّمانُ لَنا أهْدَى قَصَائدَنا
رُوْحَاً تُسَافِر في سِفْرِ المُحِبِّينَا

لكنَّهُ - ونيُوبُ الغَدْرِ آلَتُهُ -
أَطاعَ دَاعِيْ التَّجَافِي والنَّوى فِينا

فَزَالَ مِنْ أَطْلَسِ العُشَّاقِ مرْبَعُنا
وأَقْفرَتْ من صَوَارِيْهِ . ....شَواطِينَا

يا نَجْمةَ السَّعْدِ لُوْحِيْ ...عَلَّ بادِرَةً
مِنَ الزَّمَانِ الَّذِي أَدْمَى .... تُدَاوِيْنَا

☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
عمر عبد الله الحاجي ☆▪☆ سوريا 12/1/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...