السبت، 2 فبراير 2019

نوارس الأحلام // بقلم الشاعر السامق // خلف دلف الحديثي

نوارسُ الأحلامِ

يقتاتُ روحَكِ في التوجّسِ هاجسُ
  وجميعُكِ الآتي ورايَ يُهامِسُ
 
وأسيرُ ضِدّي حيثُ ضِدّي لا يَرى
  ضِدّي فيُدركُني النّهارُ البائِسُ
 
ويلزُّني نحْوي فترتَعشُ الخُطى
  وَتُعيدُني صَمتاً إليَّ وساوسُ
 
وأضمُّني قلماً يَعُدُّ حروفَهُ
  وسطورُ جُرْحي للنّزيفِ تُلامِسُ
 
أدركْتُ في ذاتي مَنافي ذاتِها
  فتَجُرُّ للمَنفى الخُطى وتُشاكِسُ
 
وَتُجِيزُ أدْراجي غَيَاهِبُ لَحْظتي
  لتُعِيدَ خارطةَ الهُمومِ مَدارسُ
 
وَتُهامِسُ الأمواتَ حافيةَ البُكا
  مُقلٌ وَتحْفلُ بالسّوادِ مَلابِسُ
 
ولأنّني وجْهٌ لديْكِ ترَكْتُهُ
  لكِ كُلّيَ الآتي وفيكِ أُنَافَسُ
 
حَرْفُ احْتوائِكِ ما يَزالُ يَقولُني
  بوْحاً وترْقُصُ في مَداهُ نوارِسُ
 
مَطرُ اعْترافي أشْتهيهِ بِشارةً
  لتعُودَ تورِقُ في ثرايَ نَفائِسُ
 
أنتِ التي يا أنتِ همْسُ تهَجُّدي
  وأراكِ أُنثى والجميعُ عوانِسُ
 
يا طُهْرَ لوْني في ارْتعاشةِ ضِحْكتي
  جَفني وَراكِ على التوَجُّعِ ناعِسُ
 
أنا صوْتُ حُلمِكِ فيّ فزّزَ غَيْمةً
  وتناثرَتْ بفَمِ الزّمانِ هواجِسُ
 
مُدّي شِراعَ الرّوحِ حَوْلَ شُطوطِها
  فمَرافِئُ الذّكرى لديّ دَوارِسُ
 
مَدُّ احْتراقِكَ بي يَزورُ مَفاصلي
  وخطوطُ مَنفى الذكريات فَهارسُ
 
وحرارةُ اللاءاتِ رِعْشةُ لوْعةٍ
  مَطرَتْ وَغَيْماتُ الهروبِ عَوابسُ
 
أيّامُكِ الثّكلى كمِثلِكِ رِحْلةٌ
  تبقى مُدمّاةً وليلُكِ عَابِسُ
 
أنا كُحْلُ عَيْنِكِ فاتركيني لحْظةً
  يَقتاتُني قلقٌ بجفنِكِ عاكسُ
 
برْدٌ سنيني مِهْرجانُ فواجِعٍ
  وشتاءُ عُمري مثلُ عُمْرِكِ قارِسُ
 
دقّي فبابي ما يزالُ رِتاجُهً
  بيديْكِ والحُلُمُ المُدَلّى يابِسُ
 
بغدادُ هاجَرَتِ الطيورُ لمَوْتِها
  فمتى ستَرْجعُ كي يَعودَ الفارِسُ
 
فيكِ احترقْتُ فلنْ أكونَ سوى أنا
  ورمادُ قلبي عندَ بابكِ حارِسُ
 
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...