السبت، 9 فبراير 2019

وصية الصبي ** الشاعر ** عبد السلام حمدة

وصيّـــــــة الصّبـــي

كتب السّمــاء تبعثــرت مــات الخطيـــب ___       لا شيء فـي الأسفــار يــوعد بالخصيــب
الشّيــخ أحــدبه الــرّكـــوع و لـم يـــــزل  ___       يــدعــو و يبســط كفّــه هــل مــن مثيــب
و الطّفــــل يـســأل كــــلّ يـــــوم أمّـــــه ___        مــا بــــال ربّــك إن دعــوتــه لا يـجـيـــب
و أبــي و زوجـــك لــم يـف بـوعــــوده ___        البـطـــن خـــــاويـة و مظـهــــرنــا كـئـيب
فـتحــت ذراعـيــــها و ضـمّتــــه لهــــا ___         قـالت :" بنــيّ ألــم تـرى أثـــر النّحـيــب
مــا كـان وعــد أبيــك محــض خـــرافـة ___        قـيلــت لتسكــن للنّـعــاس مــع المـغـيــب
ســـــرق الظّــلام وجــــــوده فـتـخبّلــت ___        أمّ و زاد خـبــــــالـها صـمـت الــخـطـيــب
سـيـعــود يــومـا فـــوق أجـنـحة النّــدى ___        لـيـبـــلّ زهــرته الوحـيـــدة بـالطّــــــيوب
فـيـفــوح بيــن النّــاس نفــح عطــورهـا ___        سـمّــا عـلـى البـاغـي و إلـهــام اللّبـيـــب
امـسـك يــد الـنّسيان و ارحـل و الطّـيـور ___        فصــل الشّتـاء بـأرضنـا خشـن رهـيــب "
رحــــل الصّـبــيّ مـع الغـــروب مـثـقّـــلا  ___       بـِآمـــالـه و كـــآبــة الـــــوجه الحـبيـــب
و مـضـى يشــقّ طـريقـه عـبــر الضّـنــى ___        و الظّــنّ و الأحــلام فـي ثــوب الغــريــب
ضـــاقت بـــه أحــلامــــه و تـحـــــــوّلـت ___         في مــوطـن الــوهـم إلـى خـلــط مـــريـب
رســــم الـصّبــيّ علــى سجــلّ أريــــــقه ___         وطـنــــا و زيّـنــــه بـألسـنــة اللّــهـيـــــب
و بأحــرف غـســق الضّـغيـــنة حبـــــرها  ___       كـتب الفتــى بــوصيّــة الـــوعـد القــريـب
مــن أحــرفي السّــــوداء يشـتعــل اللّهيـب  ___       فـي أحــرفـي السّــــوداء بيـت للغـــريـب
مــن أحــرفـي السّــوداء تنسـكب الدّمــوع ___        ليكــفّ أطفـــال الـــرّصيف عــن النّحيــب
مـنـهــا يشــــعّ وميـــض يــــــوم واعــــــد ___        فـيــه العـــدالـة تـستقـيـــــم بــــلا رقيــب
نبــــع الحـــروف دمــــوع أرملـــــة نعــت  ___       فــي ليلــة المعــــــراج أنفـــاس الحـبيــب
نفـــس الحيـــاة بـأحــــرفي تلــــك التي  ___       بالقهــــر أخمــدهـا الهـــلال او الصّلـيــب
مـــن كــــــلّ مقبـــــرة أجنّـــــد أحــــرفــي ___        جيشـــا و أسكنـــه الجــوارح و القلــــوب
كــاللّيــــل يخمـــر كــلّ أركــــان الوجـــــود  ___       حتّــــى يكـــــون لكــــلّ طاغيـــــة نصـيــب
ألــف الحــــروف ألــيــــفـة قــبـضــتـــــي ___         تهــــوي علـــــى رأس الملقّـــب بالأديــب
بالنّــاقــد بــالشّـــاعر الفحــــل عســـــــى ___         مــن صمتهـــــم يلـــد المفكّــــر و الخطـيــب
عبد السلام حمدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...