السبت، 9 مارس 2019

نرجستي الغالية // بقلم الشاعر السامق // حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي
نرجستي الغالية
في أعلى قِممِ الجبال
في مزرعةٍ يسوِّرُها النُّورُ
يزنِّرها سحابُ العذوبة
يرطِّبُ ثراها ندى الجَّنةِ
بين الصخور المتمرِّدةِ نمتْ
ترعرعتْ زهرتي الغالية
ليتكَ تعرف يا رفيقي ما هي زهرةُ النرجس
 هي أعطرُ الزُّهورِ أرقُّها أعذبها أطهرها
فاحتْ رائِحتُها تضوَّعَ عطرُها غطى الهضباتِ والوديان
راحتْ أمواجُ أريجِها
تتدفَّقُ بموجٍ هادرٍ ساحرٍ
ملأتْ تعاريجَ السفوحِ غمرتْ تلالَ الفوار
شعشعَ نورُها أضاءَ دهاليزَ وأغوارَ روحي
عطَّرَ شذاها ترابَ مهجتي عشقتُها حتى الثمالةِ
جرعتُ من دنانِ نبيذِها حتى السَّكر والجنون
مهَّدتُ لها تربةً في قلبي سمَّدتُها بخلايا دمي
سقيتُها دموعَ روحي ملأتْ كلَّ عوالمي
 طغتْ على حديقةِ كوخي استولتْ بصلاتُها على كلِّ ما عداها
غدتْ تتلألأُ فيها أزهارُ النرجسِ من شتَّى الألوان
راحتْ تكبرُ زهرتي الغالية
علتْ شمختْ فوق كلِّ الأزهارِ والأشجار
أصبحتْ سامقةً تعالتْ فوق أشجار الأرزِ
قويتْ جذورُها تشعَّبتْ في حقولِ نفسي
صرتُ أتنفسُ أريجَها ...أشتمُّ عطرَها
أتندَّى بدموعِ شفاهِها أترطَّبُ بنسيماتِ أغصانِها
باتتْ هي حياتي كلَّ عالمي ووجودي أتفيَّأُ بظلالِها
تمازجنا غدونا واحداً أتصدِّقُ يا رفيقي ؟
رحيقُ عطرِها فجَّرَ ينابيعَ مشاعري
تدفَّقَ الشعرُ جداولاً تمدَّدَ طوفاناً هادراً
غمرَ الكونَ سحراً وجمالاً
آهِ نرجستي الفاتنةِ الغالية كم أحنُّ أشتاقُ إليكِ
أنا في غربةٍ مريرةٍ مطمورٌ بركامِ الثلوجِ
الوحدةُ الموحشةُ تمزِّقُ روحي الصقيعُ ينهشُ قلبي
 أشتاقُ إلى حديقتي إلى مزرعتِك
إلى حقولِ النرجسِ والمضعفِ
رائحةُ النرجسِ تنعشُ قلبي المتيبِّسِ
 تُحيي روحي المتهالكةِ تجدِّدُ فيَّ رغباتِ الشباب
أمسِ حلمتُ حلماً جميلاً  بنيتُ معبداً للنرجس
وضعتكِ ربَّةَ النرجسِ تاجاً فوق هامِ الجمال
 رحتُ أتعبَّدُ في محرابك خاشعاً
تراكضتْ أزهارُ النرجسِ أرتالُ المضعفِ إليَّ
صرنا جميعُنا ننشدُ التراتيل نوقعُ الألحان
لربَّةِ الحسنِ سيدةِ العذوبة والطهارةِ
 من أجلك أنت احتضنتُ كلَّ أزهارِ النرجسِ
سقيتها عصيرَ روحي أطعمتها حشيشةَ قلبي
ندَّيتُ أوراقكِ بدموعِ عيوني
 التي تعشقكِ إلى الأبد
 حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...