وا قهرَ قلباهُ// بقلم الشاعر السامق // فضل الفلاحي

وا قهرَ قلباهُ
#فضل_الفلاحي
5 / 3 / 20199 م
فـي عـمـقِ قـلبي لهـيبُ النـارِ ينـدلِعُ
 قد حلَّ فيهِ الأسى واستوطنَ الوجعُ
واستفحلَ الحزنُ في صدري وضاقَ بهِ
 ذرعـــًا ومـــا عــــادَ للأفـــراحِ متَّسَــعُ
قــهرًا عــلى أمَّـــةٍ ألقـــى كرامَـــتَها
 في بئرِ يوسفَ مَن مِن ثديِها رضعوا
أبنـــاؤهـا قطَّـــعوا أشـــلاءهـا إرَبًا
 وشعرةً من رؤوسِ الكفرِ ما قَطَعوا
كُلَّ المآســي رأينــا في مـــدائنِنا
 فالأمُّ تبكي كَواها الخوفُ والفَزعُ
على صغيرٍ لها في الصدرِ تحضنُه
 على شبابٍ سَـرَوا ليلًا وما رجعوا
وبعـــلُها البائـــسُ المهــــمومُ أرَّقَـــهُ
 عبءُ الحياةِ وضيقُ العيشِ والجَزَعُ
وا قـهرَ قـلباهُ مِـن ذُلٍّ نمُرُّ بِـهِ
 يا ويحَ حُكَّامِنا أعماهُُمُ الطمَعُ
لم يبـقَ في دمِهم مـثقالُ خـردلةٍ
 من التُقَى غير فتوى عالِمٍ صنعوا
وركـنِ إيمـانِ إيتـاءِ الزكـاةِ لـهم
 من بائسينَ ذوي فقرٍ لها جمَعوا
مالُ الفـقيرِ لـهم حِـلٌّ بلا ثمنٍ
 وعنهُ أهونَ ما يحتاجُهُ مَنعوا
ويــلُ لــهم ثــمَّ ويــلٌ للــذين لــهم
 من دونِ ربِّ السماواتِ العُلى ركعوا
طوعًا لهم أحـنَوُا الهـاماتِ واستبقوا
 إلى رضاهُم إلى النهجِ الذي ابتدعوا
سيصرخونَ أمامَ اللهِ إن رَحلوا
 إنَّا بريؤونَ من قـــومٍ لنا اتَّبَعوا
السُـحتُ مأكـلُهم والزورُ مسـمعُهم
 والظلمُ دستورُ حُكمٍ هم لهُ شَرَعوا
صوتُ الرصاصِ كما القيثارِ يُطربُهم
 لِيرقصـوا فوقَ أمواتٍ بها انصـرعوا
صارَ العزيزُ ذليلًا في شريعتِهم
 وقَــدرُ أرذلِ خــلقِ اللهِ يرتـفِعُ
مَن ضاقَ مِن فِعلِهِم فالسجنُ مسكَنُهُ
 كم ثـائرٍ ثـارَ مِـن سَــوآتِهِــم قَــمَعوا
كم مِن مـلوكٍ شِـدادٍ قـبلَهُم هلكوا
 في حفرةٍ حافِروها هم بها وقعوا
كم معجزاتٍ بأسـلافٍ لهم فَتَكَت
 لكنهُم عن عناقِ الكبرِ ما ارتدعوا
مَن ينثروا الشوكَ في دربِ التقاة غدًا
 يمشوا حفاةً على الشوكِ الذي وضعوا
فالخيرَ يجنيهِ من قد كان زارعَهُ
 وزارعو الشرِّ حصادونَ ما زرعوا