الخميس، 14 مارس 2019

مهدُ حورية // بقلم الشاعر السامق // حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي
مهدُ حورية
في خدرٍ من أخدار السماء
بين التلالِ الحالمة الساهية
بجوارِ الأفقِ المسحور
خلقَ الله أبدعَ هضبةً يزنِّرها ضبابٌ آسرٌ
تظلِّلها غاباتُ الكستناءِ والصنوبر
 تُطلُّ على وديانٍ يتيهُ بها الخيال
تفنَّنَ الخالقُ أودعَ هذه الهضبة
أروعَ ابتكاراتِه إبداعاتِه وفنونِه
جبلها وهيَّأها لتكون جديرةً
 لاستقبال ولادةِ حوريَّةَ الحوريات
مليكةِ العذوبةِ والحلاوة والجمال
أميرة الذوقِ والرقةِ والدلال
أوجدَ لها حديقةً على جناحِ الهضبةِ
سوَّرها بأشجار الزيزفون والشربين
بشتى أنواعِ الزهور والورود والرياحين
توشِّحها تموُّجاتٌ وأطيافٌ من الألوان
 بهجةٌ للروحِ تسحرُ القلوبَ والأبصار
أبدعَ للحديقة شمساً ليست كالشموس
تنبثقُ منها أمواجٌ من الإشعاعاتِ الدافئة الساحرة
تغمرُ الحديقة وسورها بأنوارٍ زاهيةٍ بهية
تضفي عليها جمالاً أخاذاً فاتناً
أحاط الحديقة بسحابة من الألحان الشجية
تتراقص فيها الأنغامُ تميسُ تتهادى
على وقعها أرتالُ الحور تعزف على أوتار السحر
أفواجُ الملائكة أجملَ وأعذبَ الألحان
في الحديقة زرعَ الله أبهى أزهار النرجس
من كل الأشكال والألوان
وفي حضن النرجس الزاهي
جدلَ الخالقُ مهدا سريراً من رحيق الأزهار
لتولد فيه ربةُ النرجس إلهة الياسمين والورودِ
جبلَ من حبيباتِ النور وعصيرِ زنابقِ الجنة
عجينة أودع فيها سلافة الحنان خلق منها
حوريتي الحبيبة بجبلة لا تشبه الجبلات
يشعُّ منها نور لا يشبهُ الأنوار
تفوح منها عطورٌ لا تقارب العطور
أتتْ آية تفنَّنَ الخالق  بخلقها فأبدعَ وأدهش
 عذوبةٌ رقةٌ دلالٌ وجمالٌ لطافةٌ وحنان
صوتها معجزة الأنغامِ والألحان
سمفونيةٌ لحنٌ ساحرٌ خالدٌ
تغارُ منها العنادل الشحاريرُ والبلابلُ
هناك وُلدتْ حوريَّتي نرجستي نمتْ ترعرعتْ
 بين أزهار النرجس في أحضان الفتنةِ والجلال
 حتى غدتْ ربَّةَ النرجس أميرة الزنابقِ سيِّدةَ الحبقِ والرياحين
 حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...