إسراف
ياليلة من ليالي العمر أحسبها
أخفت عن الناس والأيام نجوانا
كان اللقـــاء حكايــاتٍ مشوِّقة
قد أشعلتها ظنون الشوق أزمانا
تجاذبتها صحاري العمر شائخة
وأشبعتها على الإجداب تحنانـا
وأسرفت في اغتيال الوقت تحسبه
ملكا لديها وما أبقت له شأنا
حتى النجوم التي كانت تساهرنا
تضوعت وهجها روحا وريحانا
لمَّا استعاد فؤادي ليل وحشته
تدافع الشجن المحموم ضجرانا
وأقبلت ساعة التوديع تسرقنا
حتى الدموع وتبقي العشق ظمآنا
وسلمتنا لآهات النوى لترى
سلطانها في رفات الروح جذلانا
ملؤ الضلوع بكت روحي لتدركه
بعد الرحيل فما أصغى ولا لانا
ياويحه دسَّ ما قد كان يجمعنا
وبات يحمل في جنبيه نكرانـا
يا شعلة في ثنايا القلب خائبة
(ماكان أغنى الهوى عنها وأغنانا)
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق