كَتَبْتُ #إلى_زوجتي وعلى أنغام #المديد :
🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶
يَا ليالٍ مَا بِها شُهُبُ
قَدْ أُضِيئَتْ بِالهَوى الحُجُبُ
واسْتَنَارَتْ كُلُّ مُظْلَمَةٍ
وخَلَتْ مِنْ أُفْقِهَا السُّحُبُ
فإذَا البَدْر المُنِيرُ مَعِي
ولَهُ الأنوارُ تَنْتَسِبُ
خُلَّتِي لا مِثْلُهَا خُلَلٌ
وفِدَاهَا النّفسُ والنَّشَبُ
إصْطَفَاهَا اللهُ صَاحِبَةً
واصْطِفاءُ اللهِ مُختَلَبُ
كَمْ أطَلْتُ البَحْثَ مُرتَجِيَـــًا
زَوجَةً يَزهُو بِهَا العَزَبُ
فحَبَانِي اللهُ مُزْهَرَةً
مِنْ جَنَاهَا الحُسْنُ يَنْشِعِبُ
مِنْ رَفيقِ التُربِ مَنْبَتُهَا
ولَهَا الأنْسَابُ والحَسَبُ
وإذَا أبْصَرتُهَا فَبِهَا
يُسْتَطَابُ البَرحُ والوَصَبُ
تَخِذَتْ مِنْ سَمْتِها حُجُبَــًا
ومِنَ الأخْلاقِ تنْتَقِبُ
بَيْضَةً فِي بيتِهَا خَدرَتْ
يَبْتَغِيهَا النَّاقِفُ الرَّغِبُ
قَدْ رأيتُ الطَبْعَ أحْسَنَهُ
وطبَاعُ الحسْنِ تَجْتَذِبُ
ضُمِّختْ بالطِّيبِ طِينَتُهَا
واكْتَسَتْ مِنْ عَرْفِهِ الأهُبُ
فَعَلَتْ فِي الخُلْقِ رَاهِبَةً
بَتُولٌ نَولُهَا الرُّتَبُ
إنْ ضَفَا فِي الناسِ مُغْتَنَمٌ
فغِنَاهَا الطَبْعُ والأدَبُ
كَمَصَامِ الشَمْسِ سِيرَتُهَا
أَو هِيَ الفُولاذُ واليَلَبُ
جِدُّهَا هَونٌ بِلا جَدَلٍ
وبَواقِي هَزْلِها اللَّعِبُ
ورَزَانٌ في تَبَهُّجِهَا
وصَبُورٌ إنْ أتَتْ نُوبُ
وطِمَاحُ العِلْمِ غَايَتُها
والتَّرقِّي للعُلَا أَرَبُ
كَطِمِرٍّ حَثَّهُ سَبَقٌ
قَدْ دَعَاهُ الفَوزُ والوجَبُ
فتَحُثُّ المَرءَ لَو سَئِمَتْ
مِنْهُ دُورُ العِلْمِ والنُخَبُ
لا بِهَا هَزْلٌ يُثلِّبُهَا
أو عَنِ البَتْلاءِ تَنْتَكِبُ
والعَذَارَى دُونَهَا خَجَلًا
وذَواتُ الحُمْرِ ، والعُرُبُ
وزلالٌ قَولُهَا سَلِسٌ
ومَعينٌ هَمْسُهَا نُغَبُ
نُغَبٌ يُشْفَى الضَّنِيُّ بِهَا
ويُؤَسَّى القَرْحُ والنَّصَبُ
رُوحُ طِفْلٍ فِي تَلَطُّفِهَا
وخَفِيفٌ ظِلُّهَا هَذِبُ
جَدَّدَتْ أيَّامَهَا خِللٌ
فجَديدٌ يَومُهَا قَشِبُ
والرِّضَا (مَحْمودُ) شِيمَتِهَا
والخَنَا مَقْبُوحُ و الغَضَبُ
هِبَةُ الدُّنْيَا ، وخَيرُ جَدًا
دُنْيَويٍّ خَالِقي يَهَبُ
*******************************
بِدُعَا أمِّ ، وعَوذُ أبٍ
والهَنَا أمٌّ دَعَتْ وأبُ
زجَّتِ الأقْدَارُ سِيرَتَها
كالشَّذَا فَاحَتْ بِهِ الرَّحَبُ
فاجْتَنَيتُ الزَهْرَ مُغْتَنِمَـــًا
فشَذَا الأزْهَارِ يُرتَقَبُ
أَوَ إِنْ أمْهَرتُهَا ذَهَبَـــــًا
فهْيَ عِنْدِي التِّبْرُ والذَّهَبُ
بِكِ يَا رَوحِي تآلُفُنَا
حُبُّنَا تُصْغِي لَهُ العَرَبُ
أبْقَتِ الأزْمَانُ قِصَّتَهُ
وازْدَهَتْ مِنْ سَردِهِ الحِقَبُ
لا ( لِقيسٍ ) فِيهِ سَابِقَةٌ
أو (جَمِيلٍ ) مِنْهُ يقْتَرَبُ
قَدْ هَمَى (الأعْشَى) ببهْكَنَةٍ
وامْرُؤُ القَيسِ الهَوِي الطَّرِبُ
وحَكَى غَيلانُ مَيَّتَهِ
حُبُّهَا فِي قَلْبِهِ الحَصَبُ
غَرَّهُمْ فَرعٌ لِغَانِيَةٍ
أو غَواهُمْ مُفْلَجٌ شَنِبُ
لكِنِ الأدْيَانُ تَمْنَعُنِي
فَكَلامُ المَرءِ يُحْتَسَبُ
قَدْ دَعَاهُم للنَّسِيِبِ هَوىً
ودَعَانِي للهَوى سَببُ
دِيْنُهَا...أوتَادُ خَيْمَتِهِا
والتُقَى.... فِي عَيْشِهَا الطَّنُبُ
فِيكِ زَوجِي حِبْرُ مَحْبَرَتِي
فيكِ (دالْيَا) يُكْتَبُ الأدبُ
أَحْبُرُ الأشْعَارَ باسْمِكِ بَلْ
وتُوَشّى باسْمِكِ الكُتُبُ
فَلشِعْرِي فِي الورَى أثَرٌ
ولِقَولِي فِي الهَوى عَجَبُ
ذَكَرُونِي كلَّمَا ذَكَروا
خَيرَ مَنْ قَالُوا ومَنْ كَتَبُوا
فأنَا ذَاكَ الذِي فَقدَتْ
حَرْفُهُ رَجَّازَةٌ ذَهَبُوا
المَديدُ انْصَاعَ لِي رَغِبًا
والطَّويلُ انْقَادَ والخَببُ
تِلْكَ مِنْ أشْعَارِ مُؤْتَمَنٍ
لاَمُحَاباةٌ ولا كَذِبُ
صُنْتُ نَفْسِي عَنْ ضَلالِ شُهَىً
يَطَّبيهِا المَاجِنُ الصَّخِبُ
فَكَمَا أَرجُو مُخَدَّرةً
خَاصَمَتْ أقدَامِيَ الخِرَبُ
لا سِوَى الأخلاقِ تَنْفَعُنِي
وهَيَ الأزْوادُ والقُرَبُ
كُلُّ حُلْمٍ فِي جِواركِ لا
يَعْتَرِيهِ الشَّكُّ و الرِّيَبُ
وهَزيلٌ لَو بِلا سَنَدٍ
مِنْكِ ، أو حَتَّى أنَا الشَّحِبُ
نائِباتُ الدَّهْر لا نَتَقتْ
حُبَّنَا يَومَــًا ولا الكُرَبُ
سَكَنٌ أفْضِي لَهُ تِعِبًا
فَيَزولُ الوهْنُ والتَّعَبُ
أو خِوانٌ جَاءَهُ السَّغِبُ
فَيَزولُ الجُوعُ والسَّغَبُ
أو كأمْواهٍ عَلَى لَهَبٍ
لا لَظَى مِنْهَا ولا لَهَبُ
لَو جَفَانِي النَّاسُ قَاطِبَةً
أنْتِ رُحْمَايَا ... ولَا رَهَبُ
لَو صُروفُ الدَّهْرِ نَازِلَةٌ
أنْتِ دِرْعِي المانِعُ الصَّلَبُ
لَو رَمَتْنِي عَينُ حَاْقدِهِم
فَمَعاذِي حِصنُكِ السّلَبُ
فأمانِي فِيكِ أنْشُدُهُ
لَو عُدَاتِي غَرَّهُم جَلَبُ
وجِنَانِي مِنْكِ تبْصِرَةٌ
ونَعِيمِي حِضْنُكِ الحَدِبُ
دَارُ سِلْمٍ... لا يُنَغِّصُهُا
في الهَوى حَرْبٌ ولا حَرَبُ
////////////////////////////////////////
#الشاعر_دكتور_محمود_صبحي_أبوالخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق