الخميس، 14 مارس 2019

كومبارس // بقلم الأديب المبدع // سليمان الأسودي

(((كومبارس)))
أنا لم أعد ذاك الشابّ الضحوك ، المرح ، الطَّلِق اللسان ، صرت شخصا آخر ، لايمتّ لي بأيّة صلة ، لا أشبهني ، كأنّي من كوكب آخر ، من عالم آخر ، تفنّن القدر بترويض صبري ، بتعليل نفسي ، بصياغة تاريخي الحافل بمصارع السوء ، لكن بي ثمّة أيقونة للثّبات ، أدهشتني بعنفوانها ، بجموح تشبّثها ، خلقت لنفسها من الأمل فضاء رحبا ، صنعت لها رؤىً عدة ، وأفآقا اخرى ، منذ نعومة أظافري ، كنت أشعر أني طفرة ، كنت أحسّ أنّي لن أدرك ما أصبوا إليه ، إلاّ بعد أن تجفّ غصون رغبتي ، ذات يوم سأكون شيئا ما ، يليق بطموحي ، بأحلامي ، ربّما حتى أقرب ماأشتهيه ، لن أناله باكرا ، بداخلي شخص آخر ، يضمر لي الشرّ ، ويبادلني العداوة ، لا نطيق بعضنا ، بداخلي عالم من التّناقضات ، مهووس بالسّفر وركوب الأخطار ، ولا زلت أقبع ساكنا مثل الحجارة ، شبق ، ولا زلت أعزب بكلّ ماتحمله الكلمة من مرارة ، عاشق للحبّ والسّلام ، وأحيا في بوتقة الحرب ، والتنافر والخسارة ،
ياخسارة !!!
 كل ما حلمت به يوما ، لم يكن إلاّ محض حلم مستحيل . مجرد فكر لطفل بائس ، فقير ، يحلم بصنع تاريخ وحضارة ...
 حلم لمهمّش صغير يسعى للخروج من بوتقة الحروب والدّمار ، ولا يملك اسما ولا جوازا ولا حتى إستمارة ، كلّ حقوقه كناية ، وكلّ حياته إستعارة ،
فليرفع العمر يديه عني ،
أنا الكومبارس في مسرح الحياة ،
 أموت حين ترتفع السّتارة ....
/سليمان الأسودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...