الثلاثاء، 12 مارس 2019

أنا نسختي المخفية // بقلم الأديب المبدع // الكاتب د.المفرجي الحسيني

أنــا نـــسختي الــمخفية
---------------------------------
 ذات ليلة باردة من الشتاء، تسربت الى جسدي قشعريرة ، من برودة الهواء، وأكفر الجو، ومضت السماء بنور طويل متعرج، محدثة صوتاً شديداً، هطل المطر مدراراً، أغلقت باب غرفتي بالمزلاج، طفت في هدوء البيت الفارغ، إلا مني ومن كتبي ،والأثاث المغطى بالغبار، اقترب (أنا) مني وهزني بيده اليمنى، قال لي: أن كل ما قلته يكفي لإدانتك، راح يبعثر كتبي ويطيح بها ارضاً، بعصبية مفرطة ممزقاً ، كل عنوان يمسكه بجنون ويرميه على الأرض، يرفسه بقدميه تتطاير أوراقه في فناء الغرفة ، امتلأت بالأوراق المبعثرة، في ظل عنفه هذا، اتجه الي (أنا) وصاح بي...، إنه حانق علي جداً، أرتعد على حافة سريري، مثل قطة انتشلت من ماء بارد في شتاء جليدي أنت رجل ضعيف ومخدوع، سوف اعدمك في غرفتك ايها الجبان، أخرج من جيب عباءته السوداء العجيبة، حبلاً مفتولا أحمر اللون وعلقه، جاعلاً إياه متدلياً من مكان المروحة في السقف، تقدم مني واستولى علي الخوف، من وحشيته وشراسته الظاهرة جاء بالكرسي وأمرني بالصعود فوقه، وضع انشوطة الحبل حول عنقي، دفع الكرسي بقوة، تدليت من رقبتي بالحبل، متأرجحاً ذات الشمال وذات اليمين.
*********
د.المفرجي الحسيني
انا نسختي المخفية
العراق/بغداد
 12/3/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...