الخميس، 12 سبتمبر 2019

من كتابي ( ومضات في النحو والبلاغة والأدب ) 74-الفصة وعناصرها // بقلم الكاتب والناقد المبدع // بركات الساير العنزي

الكاتب والناقد بركات الساير العنزي
 من كتابي ( ومضات في النحو والبلاغة والأدب )
74-الفصة وعناصرها
 يكتب كثير من الهواة وطلاب الأدب في فن القصة ، وهي تعبير عن النفس والذات ، أو حكاية لحدث اجتماعي أو سياسي ، أو مجموعة أحداث مترابطة لتشكل قصة أكبر ، وقد تتناول أحداثا لبلد في فترة زمنية لتصل حد الرواية . يمكن أن نقسم العمل الأدبي في القصة إلى الأنواع التالية: الرواية – القصة- القصة القصيرة أوالأقصوصة – الومضة القصصية.
1-الرواية : حكاية طويلة في فترة زمنية ، وفي بيئة معينة تحكي أحداثا كثيرة مترابطة ، وهي كبيرة الحجم .وتسرد وقائع كثيرة في بيئة معينة أو بيئات مختلفة . وترصد واقعا اجتماعيا أو سياسيا لبلد ما في حقبة زمنية معينة .
2- القصة وهي أقل حجما من الرواية ، وهي مجموعة أحداث ، في فترة زمنية وبيئة مكانية .
3-القصة القصيرة ، هي حدث واحد في بيئة واحدة وشخصيات قليلة جدا . وهي أكثر انتشارا . لأنه يمكن قراءتها في كل وقت ، ولا تعيق وقت القارىء ، وتحمل هدفا مباشرا وفكرة واضحة. تختصر أحداثا لاقيمة لها في الرواية ، حيث الإيجاز في السرد ، والبلاغة في الكلام .
4-الومضة القصصية : هي فكرة بسيطة جدا ، لشخصية واحدة تكتب بعدة أسطر.
 عناصر القصة :
1-الفكرة : وهي الهدف الذي يريد أن يوصله الكاتب للناس ، وغاية الكاتب من سرد أحداثه في قصته . قد تكون الفكرة نقدا اجتماعيا أو سياسيا ، أو نشر الوعي بين الناس.
2-الحدث : وهو مجموعة الأحدات المتشابكة بالقصة ، والوقائع التي تحدث في بيئة معينة. . وكلما كانت الأحداث واقعية مرتبطة بواقع الناس ، كانت القصة مثيرة وناجحة.ويستوحي الكاتب أحداثه من حياة الناس ومشاكلهم ومعاناتهم ، ويظهر الجوانب السلبية والاجتماعية في أحداثه .
3-الشخصيات : وهي العنصر الأهم في القصة ، وهناك شخصيات رئيسة ، لهادور أساسي في الأحداث وترسم جوانب القصة ، ومنها شخصية البطل أو الأبطال . وهناك شخصيات فرعية ، تدخل وتخرج في القصة لاقيمة لها ولا أثر . مثل البواب والخادمة والسائق وعامل المطعم . وهذه لاغنى عنها لأنها تفسربعض الأحداث وتخدم الشخصيات الرئيسة. والكاتب يستمد شخصياته من واقع المجتمع ، فلا يأتي بشخصيات غريبة وغير واقعية ، أو شخصيات مثالية لاوجود لها ، ويرسم الكاتب صفات الشخصية من الواقع والأحداث .والشخصية الناجحة تتكلم حسب ثقافتها وبيئتها ومهنتها ، فحوار السائق غير حوار الدكتور مثلا . ويرسم الكاتب الملامح الجسدية للشخصيات ، هناك شخصية قوية البدن ، أو ضعيفة ، أوشخصية
 سمينة ، أو طويلة ، أوقصيرة . الكاتب يرسم ملامح شخصياته من الواقع .
4- اللغة : لغة السرد يجب ان تكون لغة سهلة واضحة ، ولغة مناسبة للشخصية. ولغة من الواقع فلاخيال مجنح ولا تعبيرات غامضة. وهناك عدة طرق للسرد. السرد الذاتي بلسان الشخصيات بضمير المتكلم ،وهناك السرد بضمير الغائب يتكلم الكاتب عن احداث الفصة فهو الراوي . وهناك سرد عن طريق الوثائق أو الأحلام . والرسائل والمذكرات .
5- البناء : وهي طريقة عرض القصة من البداية إلى النهاية ، ويبقى الكاتب حائرا كيف يبدأ قصته ، حتى يكون عرضه مشوقا ، منهم من يبدأ بوصف المكان وشخصية البطل . ومنهم من يبدأ بعرض حادثة مثيرة ثم يبدأ التفسير على لسان الشخصيات . ومنهم من يبدأ من حلم تستفيق عليه الشخصية ، ومنهم من يبدأ الحدث من طريقة الخطف خلفا ، حيث يبدأ الكاتب قصته من النهاية ثم يعود للبداية والتفسير . طريقة عرض القصة تلعب دورا هاما في نجاحها .
6-الزمان والمكان : لكل قصة زمان محدد ومكان معين ، ولكل زمان ظروفه ولكل مكان واقعه. فلا تتحدث عن صحراء قاحلة في لبنان ، ولا عن أنهار في الخليج. على الكاتب الالتزام بالواقع المكاني والزماني ، لا يقبل القراء شخصية تحمل الموبايل قبل مئة عام .ولا تلبس الشخصية لباس الواقع الحالي على زمن قديم. ،يجب أن ينتبه الكاتب إلى الظروف الزمانية والمكانية .
7- العقدة أو الحبكة : لكل قصة احداث تتنامى ضمن سير القصة ، ثم تنتهي القصة بانفراج الأحداث . وهذا ماسمى بالعقدة ، ترابط الأحداث وتطورها ثم الحل . وعند حدوث الحل تنتهي القصة لن يبقى فيها تشويق . مات البطل أو انتصر ، أو تزوج ، أو أخذ الثأرحسب فكرة القصة. ويبقى القارىء متابعا
 الأحداث حتى انتهائها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...