الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

عابر السبيل // بقلم الشاعر السامق // وحيد راغب

عابر السبيل:
 غاية ما نعرفه عن عابر السبيل، أو ما نقل إلينا، أوتوارثناه، هو من يطلب الصدقة عندما يمر علينا ولا نعرفه، فهو غير معروف لنا بأنه فقير او مسكين، أو حتى يمارس التسول او طلب الصدقة دائما" الشحات".
لكن حقيقة عابر السبيل عندي مختلفة أو أوسع فهما، فهو إنسان قد تغيرت به الأحوال فاضطر للحاجة الملحة طلب العون من المجتمع، فقد كان متيسرا او يملك مكانة او عرشا، كإنسان دخل في التجا رة خسر ماله، أو مزارع لسبب الآفات كسد محصوله، أو لم يثمر، أو حدث ببلده جائحة كالحرب الداخلية كما في سوريا ومن قبل حرب استعمار العراق، أو طرد وتهجير و احتلال فلسطين، فكل هؤلاء نتيجة القتل الغير واعي، والجوع والخوف على النفس والعيال، وطلب النجاة والعيش، هربوا الي البلاد الأخري أو الحدود المجاورة اضطرارا تاركين ديارهم وأموالهم، فهؤلاء اَضطر وا الي طلب المساعدة الي حين تغير الإحوال، هم عابري سبيل، وعلينا وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم ومساندتهم، إلى حين زوال الظروف الطارئة، ألم نتذكر ما فعله الصرب بأهل البوسنة في التطهير العرقي، ونزوح البوسنيات الي البلاد العربية هربا من القتل او الإغتصاب الجماعي، كن يطلبن الستر والإعاشة بمبلغ زهيد يوضع لهن في البنوك لتطمئنن، ألم نرَ عابري السبيل من السوريات يقفن أمام أبواب المساجد طلبا للعون، ألم نجد المهاجرين من الفلسطينيين الي البلاد الأخري محتاجين الي المساندة والدعم.
ألم يقل رسول الله "ص" : إرحموا عزيز قوم ذل.
أليس هذا من عابري السبيل.
الم يكرم ابنة حاتم الطائي الأسيرة.
إذن عابري السبيل كلمة لها مدلول أوسع بكثير مما عرفنا ووصل الينا
فعابر السبيل مضطر لطلب المساعدة  والمساندة لتغير ظروفه بالسلب. لانه قد لايكون فقيرا او وضيعا، ولكن جائحات الزمن.
 وعلينا المساعدة والمساندة الي ان تتبدل الأحوال الي الأحسن والي ما كان ولو قريبا مما كان عليه.
 الشاعر وحيد راغب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...