الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

كنتُ أهـيمُ في طُرُقاتِ الـمَدينةِ وَحْـدي // بقلم الشاعر السامق // بشير عبد الماجد بشير /السودان

كنتُ أهـيمُ في طُرُقاتِ الـمَدينةِ وَحْـدي
ظَـامِـئاً حتى الـمَوتْ
ذَاهـلاً حتى لا أكادُ أَعِـي
العرباتُ تَـزْحَـمُ أُذُنَيَّ بأبواقـِها
 تُـريدُ أنْ تلفِتَ انْـتباهـي لـنَفْسي
فـيـكَ كنتُ أُفَـكِّـرُ
تَـمْتَدُّ أَمـامي لَـيالي الـغُربَةِ والضَّياعْ
تلكَ اللّيالي التي عِشْتُها بعيداً عنكْ
 وكنتَ تَلوحُ في خيالي بين آونةٍ وأخْرى
طالَ طَريقي وأنا ما زِلْتُ أمشي
إِلى أينَ .. ؟ تَـسألُ قـدَمَـايْ
 أمضي .. ولا جواب .
لَـقِيَني صَديقٌ قَـديـمْ
سَـلَّمَ عليَّ في لَـهْفَةٍ وِشَـوْقْ
لكنَّهُ سرعانَ ما أنكَـرَني
أنْكَـرَ كلَّ شيءٍ سمعهُ أو شاهَدَهُ منِّي
أنْـكرَ عِناقي .. نَـبَـرَات صَـوتي
شُـحوبي .. وهَـيْئَتي .. وذُهُـولي
عَـبثَاً كان ينتظِـرُ جـوابَ أسْئِلَتِـهِ
 ودَّعَـني وسارَ في حَـيْرَةٍ من أمْـري
أَضْـواءُ الـمَقْهَـى تَـجْذبُني .. تغْريني
وقَفْتُ بُـرهَةً أُحَـدِّقُ في الـفَرَاغْ
أوْجُـهُ الـرُّوادِ كانت بلا ملامِحَ تَبدو
أوْشَكتُ أن أصيحَ في جُموعهم – تَفَرَّقوا -
 لكنَّني مَـضَيتُ في طَـريقي
وفَـجْـأَةً أراكَ فـجْـأَةً أمَـامِـي
أَوَّاهُ .. يـا لَلْـهَوْلِ .. يا حبيبي
أوشكتُ أنْ أمُـوت دَهْـشَـةً
ذُهِـلْتُ عن وُجُـودي
تَسَمَّـرتْ جَـوارِحِي
 تَـشَرَّدَتْ حُـروفِـي
بَـدَأْتَ بالسَّلامِ أنتَ يا حبيبي
أفَضْتَ في الحَـديثِ أنت ياحبيبي
سـَأَلْــت أنتَ عن حياتي .
 تَـساقَـطَتْ دُمُـوعِـي
 وقلتُ كيفَ أنتَ يـا حَبيبي .. ؟
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
 من ديوان ( أشتاتُ مجتمعات )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...