الأحد، 15 سبتمبر 2019

عند مسرى الشمس (ملحمة شعرية) // بقلم الشاعر السامق // د.عبدالوهاب الجبوري

عند مسرى الشمس
(ملحمة شعرية)
***
رفةُ أجفانٍ
تحت مقصلةِ الشنق
أم جسدٌ هزيل يمشي
إلى خاصرة البحر الحزين ؟
آهٍ .. من كر السنين
قد فًتحتْ أبوابُ الريح
على الشبهات
وتبعثر الليل على الطرقات
يحملنا في وهج الريح
إلى بوابات الذبح
أبرياء وبريئات
فتيةٌ صرعى وفتيات ،
قالوا عنهم عشرات ،
بل مئات ، ومئات
ليلُ الجماجم
على السهل طويلٌ ورهيب
لم يعدْ في قعر الطاغوت الآسن
غير الريح السوداء
وهي تعوي عربوناً لجرائرهم
الليل البارد .... مهيب
والجسد المدلّى مازال
يقطر عنباً تُذرذره
الرياح في قدح
روحه العطشى
تدثرتها رمالٌ شبقة
لم يكن ظلها أحمر
ولا سائلاً من مرمر
صار الجسد القاني
حقلاً من قمحٍ أخضر
وصدره أمسى مقبره
ما كان العراق يوما
إلا نبعَ أخيله
فاضت على الأرض جداوله
مواكبٌ من نبضِ البرقِ
تُكتب رسائله
من رمالِ بريقِ النجومِ
تُستقى مناهله
سأجعلُ من دمي سِفراً
تتباهى به الدنيا
إذا أبرقَ تهاطله
قدَري أن أمضي صعوداً
لا أرتضي بغير قمم العراق
محاريثاً لمحاصله
اليوم وليس غدا
يخضلّ البِشرً في الشطين
وتنتشي في صحرائه
ينابيعاً جداوله
هذا الطاغوت ، ما أجهله
أما كان يعلم
أن الظلمَ إن بعُدت آفاقهُ
أقتربتْ منه سواحلهُ؟
وأنّ الجسد الهزيل
لم تعد تُرهبه مقصلة السجان
ما عاد يمشي إلى
خاصرة البحر الحزين
صارت له عينان
مقلتان من جلنار
يرى فيهما
ما لا يراه الطاغوت
 وجنوده من السحرة والكهان
د.عبدالوهاب الجبوري
العراق في  2019/9/14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...