الأحد، 15 سبتمبر 2019

رَجْـعُ الصَّدَى // بقلم الشاعر السامق // بشير عبد الماجد بشير

رَجْـعُ الصَّدَى
****
أوَّاهُ يا رَجْـعَ الصَّدَى ..
تَتَأَوَّهُ الجَمَرَاتُ في قلْبِ الرَّمادِ ..
 وَ تَلْسَعُ النَّارُ الفؤادْ .
و يطولُ هذا النَّأْيُ آلافَ السِّنـينْ .
وعلى المَدَى يـتَأَوَّهُ النَّجمُ الـحزينْ
 و يَكادُ يُـطْفِـئُـهُ الـحَنـين .
والشَّوقُ يَغْـزلُ من خيوط اليَأْسِ ..
 أشْرِعَةً تُمَزِّقُها الرِّياحُ وفي جُـنونْ .
وهُناكَ أنتِ .. و كيفَ أنتِ .. ؟
 تموتُ أسْئِلَتي و يَقْبُـرُها السُّـكونْ .
و يَطولُ هذا الَّليلُ ..
لا بَـرْقٌ يَـلوحُ ولا صَباحْ .
وأَسيرُ زادي ما تَبَقَّى من دُمـوعْ .
 وغِـذاءُ رُوحي الذِّكْرياتْ .
وأَراكِ في المُدُنِ الغَـريبَةِ ..
لا أرى غيرَ الظِّلالْ ..
تَمْتَدُّ بينَ مَدَى الـعُـيونِ ..
 وبينَ أوهَـام الخيالْ .
ويَرينُ صمْتٌ في المَسافَةِ ..
صَاخِبُ الإيقاعِ ..
 مُسْـوَدٌّ كَـئـيـبْ ..
وِلَقدْ وَعَدْتِ .. فَأَينَ يا قَمَري الضِّياءْ ؟
يا لَيتَني أقْـوَى أطيرُ هناكَ ..
في الأُفُـقِ الـبَعـيدْ ..
وأَعودُ نَشوانَ الـجَنَاحِ ..
 مُـغَـرِّداً ثَـمِلَ الـيَراعْ .
أَوَّاهُ يا رَجْـعَ الصَّدَى ..
يَـغْـتَالُني الـوَلَهُ الـرَّهيبُ ..
 وفي مَقَامِ الـوَجْـدِ أُصْلَبُ كلَّ يَومْ .
ضَجَّتْ جِراحي من نـَزيفِ دِمائِها
ويُناضِلُ القلبُ الـعَـنيدْ ..
يَـفْـنَى عَـنَـاءً ثُمَّ يَنْبضُ من جِـديـد .
ويَـظَلُّ يُصغي للصَّـدَى ..
 ويَظَلُّ يَـنْـتَظِـرُ الـبَـريـدْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
 من ديوان ( أغنية للمحبوب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...