السبت، 22 يوليو 2017

** قصيدة مازال بقلم الشاعرة ريحانة الشام : مريم كباش

** قصيدة مازال  بقلم الشاعرة ريحانة الشام : مريم كباش




مازال قلبي للسَّعادة يرقبُ

أتراهُ يوم الوصل مني يقربُ ؟
مازلتُ أرسمُ في اللَّيالي طيفكم
وخيالكم في خاطري لا يغربُ
مازالتِ الأصواتُ تحكي صوتكم
يشدو بها الخفّاقُ حبَّاً يطربُ
مازالت الأنفاسُ تشهقُ اسمكم
والعينُ ترنو للِّقاءِ وتطلبُ
مازال نبضي مُذْ نأيتم هاتفاً :
هلَّا تعودوا فالفؤادُ معذَّبُ
قد صار عمري داءَ فقدٍ يشتكي
ماعدتُ أسعدُ بالحياةِ وأرغبُ
والرُّوح بعد رحيلكم لمشوقةٌ
والوجدُ جمرٌ في شغافي يُلهبُ
في الوهم أحيا حالماً برجوعكم
أتراهُ يسطع بالرَّجاءِ الكوكبُ ؟
لو تعلمونَ بنار قلبي كلَّما
أطفأتها ثارتْ عليَّ الأصعبُ
إنَّ الحنينَ ليستبيح مدامعي
كلَّ المواجعِ في الحنايا تُسْكَبُ
لا صبرَ لي في بعدكم ,وفراقكم
يدمي فؤادي بالعذابِ ويُعْطِبُ
مازلتُ أذكرُ يومَ جئتَ تقول لي :
إنِّي سأرحلُ كي أماناً أكسبُ
وتقول : خلفَ الرِّزقِ أسعى جاهداً
ومن الظروف من الحروب سأهربُ
وغداً سأقطف أمنياتي كُلَّها
والعيشُ في بلد الفرنجةِ أطيبُ
وإذا سلكنا في المجاهل غربةً
فلربَّما تصفو الحياةُ وتعذبُ
ورحلتَ والدَّمعُ الغزيرُ بمقلتي
كم كنت أخشى ذا الفراقَ وأهربُ
وتركتني رسماً على رمل النَّوى
والبين بومٌ في خرابي ينعبُ
قد صرتُ بعد النَّأي شبه ممزَّقٍ
والبؤسُ يتبعني بسيفٍ يطلبُ
عمري تشتت في غيابك لوعةً
كلُّ الدُّنى في البعد ليلٌ غيهبُ
ذكراكمُ سهرٌ يؤرِّقُ مضجعي
منِّي السَّعادة في غيابك تُسْلَبُ
ولَكَمْ يئنُّ الشِّعرُ يعزفُ آهتي
واللَّحنُ يبكي في الحروفِ ويندبُ
إنْ ناءَ شعري حاملاً لصبابتي
فمشاعري بالحبِّ نحوكَ تذهبُ
وأنا العليلةُ داءُ هجرك هدَّني
أنتَ الدَّواءُ لعلَّتي وتُطَبِّبُ
يشتاقُ حضني أنْ يضمَّ حضوركم
ياقبلةَ الأبناءِ أنتِ الأعذبُ
في البعد لا وعد الرُّجوعِ بصادقٍ
تبَّاً لغربتكم بعمري تلعبُ
تأبى الأماني أنْ تفارقَ مهجتي
إنَّ الدُّعاءَ معَ المُنى لا يكذبُ
مازلتُ في أفقِ التَّمنِّي راجياً 
وصلاً يساقيني الهناءَ وأشربُ 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...