الأربعاء، 26 يوليو 2017

((... تبرُّؤ...)) بقلم الشاعر عبدالرزاق محمد الأشقر


((... تبرُّؤ...)) بقلم الشاعر عبدالرزاق محمد الأشقر

هوَ الدَّهرُ لا خلٌّ يدومُ و لا أهلُ 

و لا يرتجى ممّا يفوتُ لهُ وصلُ

تباعدتِ الأيَّامُ ذكرى تلوكها
وتجترُّها الأوهامُ، مامضغُها سهلُ

وقفْتُ بنارِ البعدِ، عيناي لا ترى
أصابهما شيئانِ ، أحلاهما سَمْلُ

فقدْ رامَني وصلانِ وصلٌ لبلدتي
و وصلٌ شجيُّ الآهِ دمْعاتُهُ مُهْلُ

و حدَّثَني الرُّكبانُ مرَّوا بقريتي 
حديثاًيصيخُ السَّمعُ والقلبُ والعقلُ

فقالوا كلاماً قدْ نزفْتُ لذكرِهِ
دماءً تخدُّ الأرضَ مايفعلُ السَّيلُ

كأنَّ دموعَ العينِ موجٌ تزاحمتْ 
عليهِ رياحٌ لا تروقُ و لا تحلو

زجرْتُ دموعَ العينِ لكنَّها أبَتْ 
فقلتُ : أمَا و اللَّهِ زهرٌ و لا نحلُ

و قدْ ينزفُ الإنسانُ منْ عمرِهِ الهوى 
و قدْ يطمعُ الخلّانُ و النَّزفُ لا يبلو

تزيَّا علينا الموتُ في كلِّ صبغةٍ 
ولمّا ألفْنا الموتَ أصحابُنا ولّوا

و إنَّ بلاداً لا يرامُ وصالُها
، كمثلِ بلادي، لا يرادُ لها حلُّ

تكالبتِ الدُّنيا علينا كأنَّنا 
فريسةُ صيّادٍ تمادى بهِ الحبلُ

فلا صحبُنا صحبٌ و ليسوا أحبَّةً 
و لا أهلُنا أهلٌ و لا خلُّنا خلُّ

تباعدتِ الأنسابُ منَّا سحابةً 
و غامَ عليها الصُّبحُ والبارقُ الوبلُ

تسامى عليها الجرحُ يحسب أنَّهُ 
يضمِّدُ بالأحقادِ ما مثلُهُ السلُّ

يهونُ علينا القتلُ إمَّا تروننا 
و تصعقُنا الغاياتُ ما مثلُها القتلُ

يظلُّ احترافُ الموتِ سهلاً بمثلِنا
و لكنَّهُ ظمآنُ لمْ يروهِ النَّهلْ

عجبْتُ لباغي الشَّرِّ كيفَ يدوسُنا
فلا نحنُ أقزامٌ و لا أهلُنا نملُ

و لكنَّهُ الطُّغيانُ فيهِ تعملقوا
فراودَهمْ تاجٌ يحفُّ بهِ النُّعلُ

تقلّدَ سرجَ الظَّلمِ ظنّاً بأنَّهُ 
أصيلٌ لديهِ الخيلُ لكنَّهُ بغلُ

و أمطرَتِ الدُّنيا علينا بحقدِها
و نحنُ سراةُ النّاسِ ما همَّنا الغِّلُّ

و إنّ لنا في الشّامِ عزًّا و سطوةً
إذا انكسرَتْ نصلٌ فنحن لها نصلُ

أبقنا من الدُّنيا و منْ لهوهِا بنا 
فغيّرت الأعمارَ إذْ طفلُنا كهلُ

عليكِ سلامُ اللَّهِ يا شامَنا التي
إذا سطعَتْ شمسٌ فإنَّا لها ظلُّ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...