((... الأتونُ...)) بقلم الشاعر عبدالرزاق محمد الأشقر
قلبي على ضعفِهِ يهفو وينجذبُ
فعلَ الفراشةِ نحوَ النَّارِ تقتربُ
كانَتْ تظنُّ بأنَّ النَّارَ نورُ هدىً
فأصبحَتْ جثَّةً في النَّارِ تلتهبُ
و إنَّ قلبيَ في دقَّاتِهِ نزقٌ
مهرٌ يسامقُ غيماً عندَما يثبُ
كالرِّيحِ تحملُ في طيَّاتها خبراً
في حقبةٍ صمتَتْ منْ دونِها حقبُ
عيَّتْ على سفرٍ ما مثلُهُ سفراً
طيَّ الأهلَّةِ أيّاماً بها الكربُ
فقلْتُ أعتبه فاغتاظ منْ عتبي
مثلَ الأحبَّةَ في أشواقِهِم عتبُ
ماذا تخبِّئ لي الأقدار يا وطني
ناراً تأجّجُ لا ذنبٌ و لا سببُ
قدْ حرَّقَتْنا جميعاً منْ ضراوتِها
فالطِّفلُ ترمضُ منْ زفْراتِهِ حلبُ
ماعادَ متسعٌ في الأرضِ يجمعُنا
إلاّ و كنَّا جميعاً فيهِ نضطربُ
قدْ راودتْنا يدُ الجلادِ في بلدي
عنْ قمحِ لقمتِنا منْ أينَ يُجتلبُ
غلَّتْ لنا منْ محاصيلٍ و أمتعةٍ
نتاجُ غلَّتِها الأشباحُ قدْ هربوا
و عذْتُ باللَّهِ منها كيفَ أقهرُها
كأعزلٍ عاشَ عمراً ثمَّ يحتطبُ
فصرْتُ منْ كمدي تنورَ أرغفةٍ
تشوى به الرُّوحُ والأحشاءُوالعصبُ
فصارتِ النّارُ لا تخبو لنطفئَها
وقودُها الشَّمسُ والأقمارُ والشهبُ
لو كانتِ النّارُ تشوي مَنْ يؤجِّجها
ما عادَ يوقدُها نفطٌ و لا حطبُ
ترمي إلينا بقصرٍ منْ ضراوتِها
جمالةٌ صعقَتْ منْ فعلِها العجبُ
أودَتْ بنا في مهبِّ الحربِ نفثتُها
ما عاد يوقفُها سرٌّ و لا حُجُبُ
ضاقَتْ بنا الأرضُ،والأحلامُ ما فتئَتْ
تزجي لنا الماءَ، حينَ الغيمُ ينتحبُ
من كلِّ قطرةِ ماءٍ حينَ نشربُها
يفيضُ دمعٌ على الخدينِ يلتهبُ
لا ماءُ دجلةَ يطفي حرَّ جذوتِهِ
ولا الفراتُ ولا نيلٌ ولا السُّحبُ
هززتُ نخلي فلمْ يُسقطْ لنا رطباً
ما كادَ يشبعُنا تمرٌ و لا رطبُ
وعظتُ قومي فلمْ يرضوا بموعظتي
كأنَّهُ لمْ يكنْ ما بينَنا نسبُ
قدْ أغضبونا و لم نغضبْ لثانيةٍ
أبعدَ دهرٍ يكونُ النَّصرُ والغضبُ
فاسترسلَ القومُ كلٌّ فوقَ منبرِهِ
قلْ لي بربِّكَ ماذا تفعلُ الخطبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق