استذكرك في كل صباح ومساء بقلم الشاعر ماجد كاظم علي
ارنو اليك
اتلهف الى حضن يديك
بكل مافي الاعماق من شوق وحرقة
ياسيدة الياسمين
ايتها المتربعة في اعماقي
كما النسمات الربيعية
في قيض مدينتي المدمر
يانافذة مشرعة امام ناظري
ليل—نهار
تأتين في احلامي
محملة بالبسمات
والرؤى الساحرة
فتأخذين الاعماق معك
الى شواطئ لازوردية
الى جبال شم
الى مزارع شاسعة
الى غابات بكر
لانهاية لبعدها
تأخذين القلب معك
الى سهول خضراء نقية
لم تطأها قدم انسان من قبل
او تتنفس فيها رائحة عذاب
تحضنين احلامي وامالي
قرنفلة ووردا جوريا
وانا اتفجر بك ومن خلالك
عشرات المرات في اليوم
ايتها الطيف الشارد
ماذا تقول العيون
لو التقت من جديد
في نظرات طويلة؟
وماذا تترنم الشفاه
لو تطابقت بعد طول بعاد؟
وكيف تعزف الانامل لحن الحب
وانشودة الوفاء
لو سمح لها القدر ان تتعانق من جديد
بقوة لافكاك منها
يامن تزرعين في حدقتي الحب الجارف
فاجول في فيافي واسعة
فارسا يمتطي حصانه الابيض
فاتحا قميصه على وسعه
امام الريح التي لاترحم
يتحدى المصاعب والازمات
يكتب قصة حبه
على اجنحة الطيور
رغم انها ذبلت قبل الاوان
ولكن مازال عطرها
ينتشر على مائدةالقلب
ايه ايتها الغادية والرائحة
على مساحة يومي
وشهري
وسنتي
وعمري
ياقديسة الدير
التي شدت الرحيل قبل الاوان
قبل ان تشدو البلابل
وقبل ان تزقزق العصافير
وقبل ان تطلق العنادل نواحها
وقبل ان تغرب الشمس
وقبل ان يتأرجح زورقنا في المياه الهائجة
وقبل ان ننتشي بخيلاء
وقبل
قبل
ايتها الايقونة الخالدة
الزهرة الفواحة
الفاكهة الطرية
ياحبي الخالد
ياحاضري
وغدي
ومستقبلي
باتت الاحلام عارية
تبكي بنواح طويل
عندما افتقدت القبلات
المروية بماء الورد
واصبحت الاغصان خاوية
بعدما خبت النيران في الاعماق
فبين مجيئك وذهابك
كنت انتفض في اللحظة الواحدة
الاف المرات
وبين ابتساماتك وضحكاتك
وهمساتك
كنت اعيش منتهى اللذة
لايام طويلة
ياانت
ياعمري
ياقمري
ياشمسي
ياحبي
ياحلمي
يااملي
يازهو ايامي
الوحدة الهمتني العذاب
والبعاد احرق كل زوارقي
واغرقها في بحار الظلمات
اشعل النار في اعماقي
كما الاشجار الجرداء
في صيف لاهب
فما بقي منها الا الرماد
وحتى رمادي نثرته الريح
بعد ان فاض في الروح الالم
الى اللانهاية
احن اليك حتى العظم
اشنهيك فاكهة
عطورا
شايا مهيلا
ضمة زنابق
ماءا باردا في قيض قاحل
حنين ام الى طفلها الوحيد البعيد
حنين جندي في جبهات القتال
لهفة طفل الى حليب امه
اشتهيك
اشتهيك
سلة قبلات
احتضان يدي لوجهك
ارتجافة نهد في الشتاء
ماء يرطب الشفة السفلى
خبر يقتل اللهفة والانتظار
ايتها البعيدة عني
بعد السماء عن الارض
بعد الشروق عن الغروب
بعدالشمال عن الجنوب
هل تسمح الايام
بأن تلتقي الضفتان؟
والبحر هائج جريح
اذوب فيك
وانسى الامي واحزاني
واغتسل بدموعك
حتى الثمالة
هل تعود الايام
واحضن وجهك بين يدي من جديد
استعيد قبلاتك اللاهبة
ولهفتك البركان
وتكورك في احضاني
هل
وهل
وهل؟
الاف الاسئلة
التي يقتلها الحنين
قبل ان تنبس بها الشفاه
ايتها الورد المصفى
العسل النقي
الربيع الضاحك
المطر---المطر
قوس قزح
غيوم الربيع
تفتح البراعم
الابتسامة الانيقة
الضحكة الرقيقة
ياعود الخيزران
هيفاء كما العبير
مزدانة بالطيب حتى اقصى الامنيات
ياسنديانة ورد جوري
ياعبق فواح
يملؤني حتى النجيع
تأخذني الدروب
من مكان الى اللامكان
وحزني العميق امتداد لها
ادور هنا وهناك
لعل الوجه الصبوح
يشع بين الوجوه
لعل الطريق تجئ به الي
تفتر شفتاه عن ابتسامة وردية
فلا الدروب
ولا الوجوه
ولا خفقات القلب
تومئ الي بالهدوء
ادور في الدروب
حزين—تائه—غريب
ابحث عن ابرة في القش
سفينة غارقة في المحيط
قوس قزح في الصيف
قمر في النهار
وشمس في الليل
مطر في تموز
يسقي الاعماق المجدبة
التي شققها الظمأ القاحل
قلا ابتسامة
ولا نظرة
ولا ايماءة
ولا مطر يغسل الغبار
يعرش في الاعماق
فأعود
منكسرا كما الفارس الجريح
مثل قائد يفقد ساقه الوحيدة
يلعق جروحه المدماة
حتى الثمالة
ياصدى الحب
ورنين الالقاء الساحر
وهمس الانفراد عن الاخرين
هل تسمح لنا الايام
ان نلتقي من جديد
ونستعرض معا شريط اذكريات اللاهبة
لكي تريحيني واستريح
لكي اعيش اللحظات بلا ضياع
بلا عصف
بدون لظى
هل
وهل
وهل
الاف الاسئلة
لاجواب لها
سوى الصدى
سوى الخواء
********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق