أَلا يَـا أُسَـارَى الحـُزْنِ // بقلم الشاعر السامق // عارف عاصي

أَلا يَـا أُسَـارَى الحـُزْنِ
===========
بِقَلْبِي شُجُونٌ الجُرْحِ تَنْهَلُ مِنْ وَجْدِي
 وَ أَنْـهَـلُ مـِنْ رِيٍّ لَهَا لَمْ يـَعُدْ يُجْدِي
مَـلأتُ يَـمـِيـنِي مِـنْ أَمَـانٍ تَـزَيَّـنَـتْ
 بَـكَـتْ كَـفُّـهَا لَـمَّا رَأَتْ لَـوْعَةَ الفَـقْدِ
هـُنَـالِكَ حَـيْثُ الرُّوحُ تَـقْتَـاتُ وِرْدَهَـا
 وَحَيْثُ اِحْتِبَاسُ النَّفْسِ مِنْ خَلْفِ مَا أُبْدِي
صـَبَابَاتِ نَفْسِي يَا اِرْتِـوَاءَ مَـلاحِـمِي
 وَ يَـا بَـوْحَ لَحْنٍ قَدْ يَمـُوتُ لَدَى المَهْدِ
عَلَى البَيْنِ أَرْثِي الوَجْدَ وَ الوَجْدُ قَاتِلِي
 وَ أَبْكِي دُمُوعَ الخَـدِّ إِذْ حَـفَّرَتْ خَـدِّي
فَـيَا نَفْسُ تِلْـكَ الدَّارُ دَارٌ مِنَ الأَسَـى
 فَـكُونِي بِعَيْشِ الحَقِّ لِـلْجِدِّ فِي الجِـدِّ
أُلاقِي الأَسَى رَقْـصاً بِأَمْوَاجِ صَبْوَتِي
 وَ أَشْرَبُ جُرْحَ الكَأْسِ إِذْ تَرْتَوِي صَدِّي
بِلـَيْـلِي أُجِيبُ الصَّوْتَ يَلْهُو بِخُطْوَتِي
 وَ أُصـْبِـحُ وَ الأَصْوَاتُ كُـلٌّ عَـلَى وِرْدِ
أُنَـاغِـمُ أَوْتَـاراً بِـلَـحْـنٍ مِـنَ الـمُـنَى
 رَأَيْـتُ المُـنَى عَـزْفـاً لِـرُوحٍ بِـلا وَعْدِ
أُنَـاشِدُ صَـفْوَ الرُّوحِ فِي كُـلِّ خُـطْوَة
 وَ أَرْجُو اِرْتِقَاء الصَفْو فِي غَايَةِ الجَهْدِ
وَ أَبْـنِـي مِنَ الآَمَـالِ صَـرْحاً مُـنَضَّدَا
فَأَلْقَى صُرُوحَ الشَّوْقِ تَقْتَاتُ
 مِنْ كَدِّي
عَـلَى الـوَجْـدِ آَمَـالٌ تَـرَدَّدَ صَـوْتُـهَـا
 هَزَزَتُ جُذُوعَ الصَّوْتِ إِذْ أرْتَجِي وَحْدِي
شَقَـقْتُ بِسَمْعِ اللَّـيْـلِ لَحْـناً يُـذِيبُنِي
 فَكَانَتْ لِيَ الأَنْـغَـامُ تَـسْرِي بِـلا رِفْدِ
حَـمَـامَاتِ غُصْنِي لا تَـنُوحِي فَرُبَّـمَـا
 يَعـُودُ بِرَجْـعِ الصَّوْتِ بِـشْـرٌ بِـلا صَـدِّ
لَـعَـلَّ رَبِـيعَ الـكَـوْنِ يَـأْتِـي أَزَاهِـراً
 لَعَلَّ اِنْـتِشَاءَ الـرُّوحِ فِي عَاطِرِ الوَرْدِ
كَـأَنِّي عَـلَى الأَيَـامِ لَحْـنَـا مُـعَـتَّـقـاً
 أُرَاوِدُ بَسْمَـاتٍ وَ أَقْـفُو خَطَى السَّعْدِ
فَجُودِي لَـيَـالِي البِـيدِ فَالغَيْمُ مـُثْقَـلٌ
 و رَوِّي بَـسَـاتِيـنِي نَـدّاً عَـلَى الـنَّـدِّ
وَ صُـبِّي مـِيَاهَ الـرُّوحِ تَرْوِي أَضَالِعِي
 وَ كُـونِي لِرَوْعَـاتِي أَمَاناً عَـلَى البُعْدِ
أَلا لَـيْتَ شِعْرِي وَ الحَـيَـاةَ مَـلِـيـئَـةٌ
 بِــأَكْــوَابِ رِيٍّ لا يُــبَـدِّدُهَـا وَجْـدِي
أَلا يَا أُسَارَى الحُزْنِ كـُفُّوا فـَقَدْ كَفَى
 فَحَال اِرْتِـقَابِ النُّـورِ نُوراً لَـنَـا يُبْدِي
أَمَانـِيَّـا يَا سِحْراً عَـلَى الرُّوحِ بَرْدُهَـا
 أُحِـبُّـكِ وَ الأَيَـامُ تَـجْرِي عَـلَى عَهْدِي
وَفَـاءً بَـذَلْـتُ الـرُّوحَ نَـهْـراً لِبَـسْمَـةٍ
 فَكُونِي اِسْتِبَـاقَ الخَيْرِ فِي حَالَةِ الشَّدِّ
إِلـَهِي وَ قَـلْـبِي فِـيكَ يَـارَبِ مُـذْنِـبٌ
فَـهـَبْنِي إِلَهَ الكَوْنِ عَفْواً عَسَى يَهْدِي
========
 عارف عاصي