الإلياذة
الحلقة : 3 / الإلياذةُ و المسيحيَّةُ
الأحد : 2019 / 9 / 8 م
...............................
ذكرتُ في الحَلقةِ السَّابقةِ أنَّ الأستاذ أحمد عتمان ذهبَ إلى أنَّ تعدُّدَ الآلهةِ فيْ الإلياذةِ لم يكنْ سبباً منَ الأسبابِ الَّتيْ جعلَتِ العربَ المُسْلمينَ يُحجمونَ عنْ ترجمةِ الإلياذةِ ، و لكنَّ سُليمانَ البُسْتانيَّ يذهبُ مذهباً آخرَ فيْ هذِهِ النُّقطةِ ، و لعلَّهُ أقْربُ إلى الحقيقةِ فيما يذهبُ إليْهِ .
يذْكُرُ البُسْتانيُّ أنَّ الإعراضَ عنِ الإِلياذةِ فيْ البدايةِ لم يكنْ مِنْ جهةِ المسلميْنَ فقط ، بلْ كانَ منْ جهةِ المسيحيِّيْنَ أيضاً بعدَ بعثةِ سيِّدِنا عيسى عليهِ السَّلامُ و بداياتِ انتشارِ الدِّينِ المسيحيِّ ، لِذلكَ سأقفُ عنْدَ نُقطتيْنِ أولاهما فيْ هذِهِ الحلقةِ ، و الثَّانيةُ في الحلقةِ القادمةِ :
١. الإلياذةُ و المسيحيَّةُ :
لا يخْفى على أحدٍ مدى احتفالِ الأوربِّيِّيْنَ بهوميروس
و شعرِهِ و إلياذتِهِ على وجهِ الخصوصِ ، ذلكَ لِأَنَّ الأدبَ اليونانيَّ جزءٌ من تراثِهِم الَّذيْ يتَغَنَّونَ به و يفخرون .
و معَ ذلكَ فقد مرَّتْ أعوامٌ و عقودٌ منَ الزَّمنِ أُهْمِلَ فيها هوميروس و تراثُهُ لأسبابٍ دينيَّةٍ تتعلَّقُ ببدءِ انتشارِ المسيحيَّةِ عندَهمْ ، ويشيرُ سليمانُ البُستانيُّ إلى ذلك ، فيقولُ :
" كانَ هوميروس فيْ ذروةِ مجدِهِ فيْ الممالكِ الرُّومانيَّةِ عنْدَ انْتشارِ الدِّينِ المسيحيِّ ، فكانَ لا بُدَّ منْ تقْويضِ أركانِ الوثنيَّةِ ، و هي مُمثَّلةٌ أصدقَ تمثيلٍ في الشِّعرِ الهوميريِّ ، فباتَ إغفالُ ذلك الشعرِ ضربةَ لازبٍ لحداثةِ عهدِ المسيحيِّينَ بدينِهِمْ و لزومِ أخذِهم بهِ مورداً صافياً لا تشوبُهُ أساطيرُ السَّلفِ منْ عَبَدَةِ الأوثانِ " .
و يقولُ أيضاً : " و ما رسخَتْ قَدَمُ النَّصرانيَّةِ في البلادِ حتَّى أفْرجُوْا عنْ هوميروسَ و إلياذتِهِ و سائرِ منظوماتِهِ . فانْطلقَتْ تِلْكَ الْخرائِدُ منْ عِقالِها ، و برزَتْ بِحُللٍ قشيبةٍ فعادَتْ إلى اختلابِ الألْبابِ في مجالسِ الآدابِ " .
الحلقة : 3 / الإلياذةُ و المسيحيَّةُ
الأحد : 2019 / 9 / 8 م
...............................
ذكرتُ في الحَلقةِ السَّابقةِ أنَّ الأستاذ أحمد عتمان ذهبَ إلى أنَّ تعدُّدَ الآلهةِ فيْ الإلياذةِ لم يكنْ سبباً منَ الأسبابِ الَّتيْ جعلَتِ العربَ المُسْلمينَ يُحجمونَ عنْ ترجمةِ الإلياذةِ ، و لكنَّ سُليمانَ البُسْتانيَّ يذهبُ مذهباً آخرَ فيْ هذِهِ النُّقطةِ ، و لعلَّهُ أقْربُ إلى الحقيقةِ فيما يذهبُ إليْهِ .
يذْكُرُ البُسْتانيُّ أنَّ الإعراضَ عنِ الإِلياذةِ فيْ البدايةِ لم يكنْ مِنْ جهةِ المسلميْنَ فقط ، بلْ كانَ منْ جهةِ المسيحيِّيْنَ أيضاً بعدَ بعثةِ سيِّدِنا عيسى عليهِ السَّلامُ و بداياتِ انتشارِ الدِّينِ المسيحيِّ ، لِذلكَ سأقفُ عنْدَ نُقطتيْنِ أولاهما فيْ هذِهِ الحلقةِ ، و الثَّانيةُ في الحلقةِ القادمةِ :
١. الإلياذةُ و المسيحيَّةُ :
لا يخْفى على أحدٍ مدى احتفالِ الأوربِّيِّيْنَ بهوميروس
و شعرِهِ و إلياذتِهِ على وجهِ الخصوصِ ، ذلكَ لِأَنَّ الأدبَ اليونانيَّ جزءٌ من تراثِهِم الَّذيْ يتَغَنَّونَ به و يفخرون .
و معَ ذلكَ فقد مرَّتْ أعوامٌ و عقودٌ منَ الزَّمنِ أُهْمِلَ فيها هوميروس و تراثُهُ لأسبابٍ دينيَّةٍ تتعلَّقُ ببدءِ انتشارِ المسيحيَّةِ عندَهمْ ، ويشيرُ سليمانُ البُستانيُّ إلى ذلك ، فيقولُ :
" كانَ هوميروس فيْ ذروةِ مجدِهِ فيْ الممالكِ الرُّومانيَّةِ عنْدَ انْتشارِ الدِّينِ المسيحيِّ ، فكانَ لا بُدَّ منْ تقْويضِ أركانِ الوثنيَّةِ ، و هي مُمثَّلةٌ أصدقَ تمثيلٍ في الشِّعرِ الهوميريِّ ، فباتَ إغفالُ ذلك الشعرِ ضربةَ لازبٍ لحداثةِ عهدِ المسيحيِّينَ بدينِهِمْ و لزومِ أخذِهم بهِ مورداً صافياً لا تشوبُهُ أساطيرُ السَّلفِ منْ عَبَدَةِ الأوثانِ " .
و يقولُ أيضاً : " و ما رسخَتْ قَدَمُ النَّصرانيَّةِ في البلادِ حتَّى أفْرجُوْا عنْ هوميروسَ و إلياذتِهِ و سائرِ منظوماتِهِ . فانْطلقَتْ تِلْكَ الْخرائِدُ منْ عِقالِها ، و برزَتْ بِحُللٍ قشيبةٍ فعادَتْ إلى اختلابِ الألْبابِ في مجالسِ الآدابِ " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق