الاثنين، 2 سبتمبر 2019

سيمنح الله للمخلوق ما كتبا // بقلم الشاعر السامق // محمد عليوي فيّاض عمران المحمدي

سيمنح الله للمخلوق ما كتبا
قصيدة الشاعر محمد عليوي
فيّاض عمران المحمدي
في ليل هجرك ضل القلب واضطربا
كطائر ضيّع الاعشاش واغتربا
يلهو به العصف والدنيا تعاكسه
يهفو الى مورد في آب قد نضبا
رواعد الغيم تدوي في مسامعه
يلزّه عطش للرّيّ فالتهبا
يفتش الارض عن نبع يقوّمه
عبر الفجاج التي شحّت بما طلبا
يعلو باجنحة في ريشها عجز
كانت تطير به دهرا لما رغبا
مروّعا لم يجد ماوى يلوذبه
فحطّ في الارض يشكو وهنه وكبا
رجلاه ترجف لا يقوى يحرّكها
فسلّم الامر للرّحمن واحتسبا
لهاثه زاد اغراء النّسور به
وحوله ملء اعماق الجحور دبى
وصحوة الموت تعطي من تحاصره
زخما لينئاى به عن حوضه هربا
فسار كالطفل يرجو حجر والدة
يزيح عن كتفه الاعياء والتعبا
فمذ غيابك والآفاق ما بسمت
لناظريه ولم توقظ له هدبا
وكان يرسم احلاما يطرّزها
بكلّ لون على مضمونها سكبا
في لوحة توجز الرؤيا التي جمحت
الى مدار له يدنيه ما ركبا
نريد امرا وللا قد ار ماحكمت
وغاية المرء لا تعدو الذي كتبا
فكم بناء اقمناه لنسكنه
امسى اضطرارا لنيران البلى حطبا ؟
وكم ملا ذ لنا قد كان يبهرنا
لمّا رجعنا وجدنا زهوه خربا ؟
كم نخلة ارهقتنا كي تضلّلنا
صارت رمادا ولم تنضج لنا رطبا ؟
وهكذا العمر يمضي نحو وجهته
ان سار سيرا وان يجري بنا خببا
فمذ وطئنا الثّرى كانت منازلة
يروي لنا السّفر عن اطوارها عجبا
فما تقام صروح او يطاح بها
الاّّ لمعولنا فيما بها سببا
تبني وتهدم ايدينا شواخصنا
والمرء يفعل بالاشياء ما رغبا
فقاوم الظرف لا تركن لوطاته
فانت تخسر او من يصنع الغلبا
فاجعل دموعك تروي الرمل ان ذرفت
كم من دمانا تراب الارض قد شربا ؟
والعمر فرصة من يحصي عواقبه
ولن يعيد شكاء المرء ماذهبا
بغداد كانت على التاريخ شاهدة
صنعاء دكّت بما د كّوا به حلبا
وكان للقدس في التاريخ ملحمة
اشراقها ابهر الابصار ثمّ خبا
كان الخراج من الدّنيا برمّتها
سعيا الى بيت مال الله مجتلبا
حتّى فطمنا صليل السّيف فانقابت
بنا الامور واشقانا العدا رهبا
فاحدو الصّهيل واعد د للفدا سرجا
كي لا يطيل علينا عاتب عتبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...