السبت، 25 أغسطس 2018

مقال خطوة رائدة / بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة



مقال

خطوة رائدة

▪ ٧ ▪ 

في الوقت الذي كان فيه هذا الوطن يبحث لنفسه عن هوية، جاء الجواب من عمق التاريخ يقول: إنه لا يصح إلا الصحيح - أي أن كل صاحب أيديولوجية يريد أن يصبغ هذا الوطن بصبغته، فإن هذا الوطن يرفض و ينبذ و يلفظ تلك الصبغة و يستمر يتألق بهاء و قوة و زهوا بلونه و صبغته التي ارتضاها الله تعالى له -    

نعم أيها السادة و السيدات إن التاريخ يقول كلمة حق: إنه لا يصح إلا الصحيح.

و من شاء منكم فليسبر بعمق تاريخ هذا الوطن  و ليجد بأم عينه كيف تناوبت عليه الكثير الكثير من  الثقافات و الأنظمة التي تلبستها و تقمصتها أيديولوجيات مريضة، تحمل شتى أنواع الجراثيم و الفيروسات! غير أن هذا الوطن خرج منها معافى، بل اكتسب مناعة ضد كل الأمراض و الجراثيم و الفيروسات و غدا أكثر قوة و صلابة و رفعة و شموخا.

من هنا و من على هذا المنبر أقول إلى كل الذين يجهدون انفسهم في محاولة منهم لصبغ هذا الوطن بصبغتهم و منحه هويتهم المشروخة ذات الأيديولوجية الممهورة بطابع متآكل!! أقول لهم خبتم و خاب مسعاكم ذلك أنه لا يصح إلا الصحيح.

و أقول إلى كل الذين لو سألتهم عن دوافعهم لحراكهم المشؤوم و قالوا لك نريد ضمانة لأبنائنا أن يحيوا حياة كريمة، أقول لأولئك دعكم من تلك الأوهام و تلك الأفكار المريضة و ليكن إلتزامكم بمسيرة هذا الوطن هي الضمانة الأكيدة لكم و ﻷبنائكم. و لذا فإن سعيكم لفرض دينكم أو عنصريتكم أو دمكم أو عشيرتكم و قومكم أو مذهبكم إنما هو سعي باطل و إن كل باطل يذهب جفاء. و إن الأكثرية العظمى لأبناء هذا الوطن ما زالت و لا تزال و ستبقى على الصبغة التي ارتضاها الله تعالى لها، و أما الزبد فيذهب جفاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن خطاب…مشاركتي بتطريز كلمة.. (أشواق)

مشاركتي بتطريز كلمة..   (أشواق) أشتاق للفجر كي أشتمَّ نسمتها  وأرقب الصبح كي أحظى بلقياها  شوقي ديارٌ وما زالت تراسلني  عبر النسيم ونبض القل...