"إلى الدنيا "
أتيت إليك مجبوراً مساقاً **** رفضتك باكياً درباً ودارا
وأغمضت العيون وقلت ويلي **** أأصبح للذي أدماك جارا
دفعت إليك والأقدار ! حكمٌ **** قضاء الله ليس له إنتظارا
درجت على ثراك بلا دليلٍ ؟ **** وجربت المسالك والمسارا
تولاني الكبار ولست أدري **** أحقاً للمعارف هم منارا؟
وصاغوا في زوايا العقل حكماً **** وشادوا حول إبصاري جدارا
فما أختارت عيوني لون وردٍ **** ولا فكري إلى الأحلام سارا
وعشت مكبلاً والقيد يدمي **** أهل يشكو الرجال لظًى ونارا
رأيت الظلم يرتع في حمانا **** وبطش الأقوياء ؟ هنا جهارا
يعض الجوع أطفالاً ضعافاً **** وتقتل "تخمةٌ " دنيا الكبارا
يسود الافك كذباً وإفتراءً **** حبال الصادقين غدت قصارا
وصار المال مورد كل رأسٍ **** وليل المترفين! محى النهارا
أتيت إليك مجبوراً مساقاً **** وأبقى فيك التمس إعتذارا
فلا أنا قادرٌ حتى أداوي **** ولا أنا حاكمٌ فيه إقتدارا
ولا أنا راحلٌ ؟ بقرار ذاتي **** ولا أنا من لأقماري؟ المدارا
هي الدنيا مرورٌ ليس فيها **** لنا عقلٌ ولا نختار دارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق