كتبتُ في النسيب والغزل
بعنوان #غداة_لقاء #من_الكامِل
🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶🔶
أمِنَ الهَوَىْ تَتَمَايَلُ الأرجَاءُ
أوَ أنَّ عَينِي مِنْ ضَنَىً رَمْدَاءُ؟!
فَالأرضُ قَدْ أضْحَتْ كَأنَّ جِبَالَهَا
وبِسَاطَهَا - قَدْرًا - لدَيَّ سَوَاءُ
وتَمُوجُ فِي جَنَبَاتِها ريْحُ الصِّبَـا
وتَفُوحُ عِطْرًا أمْكُنٌ غَنَّاءُ
وازْدَانَتِ الأقْطارُ لَوْ أبْصَرتَها
وتِلالُها مِنْ سَعْدِنا شَمَّاءُ
والشَمْسُ حَانِيةٌ ، ويَخْفُتُ صَهْدُهَا
وهُنَاكَ فِي أكْبَادِهَا صَفْراءُ
ألْقَتْ أَصِيلَ العِشْقِ فَوقَ رُؤوسِنَا
وإِيَاتُهَا فَوقَ الفَضَاءِ سَنَاءُ
وذُرَى الهَبَاءِ عَلَى مُحَيّانَا بَدَت
قُبُلاتِ كَونٍ ، للْحَبيبِ عَطَاءُ
والنَّجْمُ فِي حِلَقِ الثُّرَيَّا نَيّرٌ
وومِيضُهُ زَيْنُ السَمَاءِ ضِيَاءُ
والدَّهْرُ يَغْلِثُ دُلْجَةً فِيْ صُبْحَةٍ
والفَجْرُ يَلْثِمُهُ لنَا الإمْسَاءُ
والوُرْقُ غَرَّدَ ، والقَطَا فِي مِفْحَصٍ
وعُيونُهم- مِنْ رَصْدِنا - رُقْبَاءُ
نُغَرٌ عَلى العَذَبَاتِ يَشْدُو لَحنُه
ومِنَ البَهاجَةِ تَزْفِنُ الأحيَاءُ
والبَحْرُ يُرسِلُ لُجَّةً مِنْ بَعْدِهَا
لَجَجٌ , كَأنَّ المَاءَ فِيْهِ نِدَاءُ
والخوفُ مِنْ عِشْقٍ أمَانُ سَكِينَةٍ
والضَّيق فِي رَحْبٍ ، وفِيهِ فَضَاءُ
والوَقْتُ صَارَ كَأنَّ فِي آثَارِهِ
وحْشًا تَفِرُّ أمَامَهُ الرَّمْدَاءُ
والنَّاسُ مِنْ هَمٍّ سُكَارى خَمْرةٍ
وأنَا المُحِبُّ ، ومِشْيَتِي خُيَلاءُ
والنَّفْسُ تَأسِرُهَا جَمِيلاتٍ فَكَمْ
فِي حُبِّ مَعْشُوقٍ هَمَى العُشَقَاءُ
قَدْ يَعْشَقُ المَرءُ الحِسَانَ إذَا رَأَى
مِنْ دَلِّهِنَّ ، ومَا لُه إبْرَاءُ
أو يَفْتَدِي بِتَلِيدِهِ ونَفِيسِهِ
خُودًا لِئَلّا تَرتَضِي حَواءُ
وعَشِيقَتِي نورٌ مِنَ الأعلاقِ طِيــــ
نَتُها ، وفِي حَلَكِ الدجَى حَورَاءُ
ويُضِيءُ لَيْلَاتِي فَتَائِلُ عِشْقِهَا
أوَلَيسَ تَفْعَلُ مِثْلَها القَمْراءُ؟!
ورُضَابُها مَاءُ الحياةِ ، ورَشْفُه
لمُتَيَّمٍ يَشْكُو الهُيَامَ دَواءُ
والعُمْرُ رَوحٌ والحبيبُ بصُحْبِتِي
والبَينُ مَوتٌ ، والفِرَاقُ عَفَاءُ
يَالائِمِي فِي عِشقِها ، وبِعِشْقِها
لِلْوالِهِينَ تَعِلَّةٌ وهَنَاءُ
لا تَأسَفَنَّ للِومَةٍ مِنْ عَاتِبٍ
فالعشْقُ دَاءٌ ، واللقاءُ شِفاءُ
لَو أدْرَكوا لَوْعَاتِهِ لَتَبَيَّنوا
أنَّ الهُيَامَ - لِعاشِقٍ - إِروَاءُ
ولأعْلَنوا لِلْعالمينَ جَمِيعهم:
أَهْلُ الهَوى فِي شَرعِهم بُرَآءُ
الحُبُّ سُلْطَانٌ وفِيهِ مُقَدَّرٌ
يشْكُو العَوامُ جَوَاه والزّعَمَاءُ
والعِشْقُ فِي أفْيَائِهِ حِكَمٌ فَكَمْ
مِنْ عَاشِقٍ تَسْعَى لَهُ الحُكَمَاءُ
رَقَّتْ قُلوب العَاشِقينَ بإثْرِهِ
كالفُرْضَةِ انْبَجَسِتْ بِها الصَلْدَاءُ
وتَرِقُّ حِينَ خَيالُها يبْدو لَهُ
وتَقولُ مَا لمَ يَحْكِهِ الشُّعَراءُ
وتَلينُ شِدَّةُ عاسِرٍ ومَشَقَّةٌ
وتَطِيبُ فِي أكْنَافِهِ الأدْواءُ
والرَّوحُ تَسْعَدُ في جِوارِ حَبيبِها
ولَه الدُّنَا والكَائِناتُ فِداءُ
وتظَنُّ أنَّ المَالَ فِي لُبَدٍ بِها
وتَظُنٌّ أنَّ العِشْقَ فِيهِ غَنَاءُ
والمَجْدَ سَهلاً حين يرتَبَأ الهَوى
يَكْفِيكَ مِنْ عَقَباتِهِ العُشَقَاءُ
فَتَرى بِعينِ عَشِيقَةٍ أسْبَابَه
فالعَاشِقونَ لَمُدنِفٍ وجَهاءُ
لَولا فَظاظَةُ كَارهٍ وسَمومُهِ
لَمْ تَنْتَشِرْ بَينَ الورى الشَّحنَاءُ
يَسْرِي بِجُؤجُؤِه لَهِيبُ بَغَاضَةٍ
تُشْوَى بِطُولِ لِسَانِه الشٌّرَفَاءُ
مَا ضَرَّ لَو حَبَسَ الخَنَا بِصُمُوتِهِ
فَتَكُفُّ عَنْ إيْذَائِنَا الفَحْشَاءُ؟!
وكَأنَّ فِي إلْفِ القُلُوبِ هَلاكَهم
وخِصَامُها للحاقِدينَ رَجَاءُ
يَتَألَّبون جِوارَهم وكَأنَّهم
غَنَمٌ بِفَكّيْ هِزبَرٍ وظبِاءُ
دار الحَياةِ بَطِيبِها مَرجُوّةٌ
وبِبغْضِها يَاطامِعِونَ ذُكَاءُ
فاخْتَر مِن الدنيَا حَلالا طَيّبــًا
فَلَنِعْمَ حِلٌّ فِي الحَياةِ نِسَاءُ
واظْفَرْ غَدًا بِوذِيْلَةٍ تَلْقَ الهنا
إنْ كانَ فِى دَارِ المَعاشِ هَنَاءُ
فالحُبُّ إكسِيرُ النُّفوسِ وَرَوحُهَا
وجَمِيلُه للآدَميّ بَقَاءُ
////////////////////////////////////////////////
#الشاعر_دكتور_محمود_صبحي_أبوالخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق