عيد الأضحى
جاران جارٌ ضاحكٌ والثاني
من غَصَّةِ الفقرِ اللَّعينِ يُعاني
يا عيدُ عُدْتَ وكيفَ حالُ أحِبَّتي
أَتُراكَ عُدْتَ وهمُ كما العميانِ ؟
منهمْ سقيمٌ يشتكي من عِلَّةٍ
منهمْ جِشاعٌ هَمُّهُمْ خُذْلاني
منهمْ شَريدٌ هَمُّهُ أوطانُهُ
منهمْ بَليدٌ طَبْعُهُ أعياني
هذا يداعب طفلَهُ من وفرةٍ
أما الفقيرُ ببؤسِهِ أبكاني
في العيد كونوا للفقير سعادةً
إيّاكُمُ من شَفْوَةِ الصِّبيان
وتراحموا وتوادَدُوا يا إخوتي
فرسولنا أوصى على الجيران
كَبْشي وكبشُكَ يا صديقي إنَّما
هِبَةٌ منَ الدّيّانِ للإنسانِ
فاذكُرْ بيومِ العيدِ إخوانا لنا
يبكونَ سوءَ الحالِ في الأوطانِ
لا يملكونَ دُرَيْهِما كيْ يفرحوا
فَكُنِ الرَّؤوفَ بِلَمْسَةِ الإحسانِ
هذا الذي تزهو به في غِبْطَةٍ
هَدْيٌ منَ الرّحمنِ لا تنساني
من كثرة الآلام صُغْتُ قصيدةً
والحرفُ عند اليأس مِثْلُ جُمانِ
نجواكِ آمالي وحضنكِ فرقدي
والموحشاتُ سَلَبْنَني أشجاني
قلْ للدّموعِ اللامعات أنا هُنا
قلبي تتيّمَ والعيونُ تراني
منْ لي يُبَلِّغُ إخوةً أحببتهمْ
قُبُلاتِ روحي فالحياةُ ثوانِ
أو للّذي ذاق النَّوى وتموسقتْ
أشجانهُ دَكَّ الهوى بُركاني
أو للّذي ذاق الهوى وجعلْنَهُ
بعدَ التَّتَيُّمِ في لظى العِصْيانِ
يا ربِّ فَرِّجْ فالجروحُ عميقةٌ
وارحمْ عبادا حالُها أضناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق